خلال السنوات الأخيرة، عكست الأجواء في منطقة الشرق الأوسط وشرق أوروبا نشوء بيئة عملياتية جديدة في الحروب الحديثة. فمن أسراب الطائرات المسيّرة فوق الجبهات الأوكرانية إلى الهجمات المكثفة بالصواريخ الباليستية الدقيقة التي أطلقتها إيران ضد إسرائيل، مرورًا بحملات الحوثيين في البحر الأحمر وما وراءه تُعيد الصراعات الأخيرة صياغة التفكير الاستراتيجي المتعلق بالدفاع الجوي والصاروخي. وبالنسبة لدول الخليج العربي، تمثل هذه التطورات مؤشرات واضحة على المخاطر المستقبلية. مع تزايد تطوّر قدرات الضربات الجوية من قِبل الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية، يجب على دول الخليج العربي إعادة تقييم جاهزيتها لمواجهة هذه التهديدات الناشئة.
الدروس العملياتية المستفادة من النزاعات الأخيرة
شكّلت الحرب في أوكرانيا مختبرًا حيًّا لحرب الصواريخ والطائرات المسيّرة. فمنذ أواخر عام 2022، شنّت القوات الروسية حملة قصف استراتيجي مطوّلة استهدفت البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، وقدرتها الصناعية، والمراكز الحضرية الحيوية. وقد شملت هذه الضربات مزيجًا من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز – مثل "إسكندر-إم" و"كاليبر" – إلى جانب أسراب كبيرة من الطائرات المسيّرة "شاهد-131/136" التي تم شراؤها من إيران، ونُسخها المصنعة في روسيا مثل "غيران-3". استُخدمت هذه الأنظمة لاختبار وإجهاد شبكة الدفاع الجوي المتكاملة في أوكرانيا، ما أحدث ضغطًا لوجستيًا ونفسيًا حتى في الحالات التي كان فيها الضرر المادي المباشر محدودًا.
كشف نمط الاستهداف الروسي عن نهج تكتيكي متطور، يتمثل في استخدام طائرات مسيّرة وصواريخ قديمة وأقل دقة كطُعم لاستنزاف صواريخ الاعتراض الأوكرانية، تليها ضربات دقيقة بأنظمة ذات قدرة أكبر. وقد جرى استهداف البنى التحتية الحيوية للطاقة بشكل متكرر خلال أشهر الشتاء. لقد تطلب نطاق وتيرة هذه الهجمات من أوكرانيا وشركائها تطوير آليات قيادة وسيطرة مرنة، وتنويع أسلحة الإنذار المبكر، وتوفير أنظمة دفاع جوي قصيرة المدى (SHORAD) لحماية المراكز الحضرية ومواقع الطاقة الرئيسة.
كما استوعبت إيران دروسًا مشابهة. أظهرت الهجمات الصاروخية التي شُنّت على إسرائيل في أبريل وأكتوبر 2024 (عملية "الوعد الصادق 1 و2") تحسنًا في التنسيق والقيود العملياتية على القدرات الصاروخية بعيدة المدى لإيران. لقد أظهرت هجمات أبريل قدرة طهران على تنسيق موجات من الطائرات المسيّرة وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية متوسطة المدى (MRBMs)، على الرغم من محدودية الأضرار الناتجة عن ارتفاع معدلات الاعتراض. أما هجمات أكتوبر، فقد ركّزت حصريًا على 200 صاروخ باليستي متوسط المدى، وصل منها ما لا يقل عن 39 إلى المجال الجوي الإسرائيلي. وقد ساهم تحسين التوقيت، والاستخدام الحصري للصواريخ الباليستية، وتضييق نطاقات الاستهداف، في زيادة معدل الاختراق، مما يبرز حجم الضغط المفروض حتى على أكثر الأنظمة تطورًا.
تكشف أساليب إيران التعبوية المتطورة - مثل إطلاق الصواريخ القديمة كطُعمٍ لاستنزاف الصواريخ المعترضة - عن فهمٍ متزايدٍ لديناميكيات الدفاع الجوي الحديثة. ومع ذلك، تبقى ترسانتها عرضة للأنظمة الدفاعية المتعددة الطبقات والمنسقة بشكل جيد، مثل منظومات "آرو-2" و"آرو-3" و"مقلاع داوود" و"القبة الحديدية"، خاصة عند إسنادها من قبل الحلفاء. بالنسبة للمخططين في دول الخليج، فإن الرسالة واضحة: من المرجح أن تدمج الهجمات المستقبلية بين الكثافة والتنوع والخداع، الأمر الذي يستلزم توفير دفاعات متكاملة ومستدامة، بما في ذلك نشر أسلحة ضد الجو/الطائرات بحيث تتميز بالمرونة لحماية البنية التحتية الحضرية والاستراتيجية.
علاوة على ذلك، أفادت التقارير بأن إيران سلّمت ميليشيات عراقية صواريخ باليستية قصيرة المدى من طراز "جمال-69" (ذو الفقار)، وصواريخ كروز من طراز "أرقاب" (باوه)، وطائرات مسيّرة، مما عزز قدرتها على تهديد المواقع الأمريكية والإسرائيلية والخليجية. وبالمثل، ومنذ نوفمبر 2023، نفّذ الحوثيون مئات الهجمات باستخدام الطائرات المسيّرة وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية على أهداف بحرية وبرية، مما يؤكد اعتمادهم المتزايد على هذه الأنظمة الاستراتيجية. في هذا السياق، لا تزال الخطوط الفاصلة بين برنامج الصواريخ التقليدية الإيراني وقدرات وكلائها الإقليميين غير واضحة.
لا تزال التهديدات الناجمة عن الطائرات المسيّرة قائمة، نظرًا لقدرتها على تفادي الكشف بسبب حجمها الصغير ومرونتها في المناورة. فعلى سبيل المثال، في يوليو 2024، أصابت طائرة مسيّرة انتحارية تابعة للحوثيين مبنىً بالقرب من فرع السفارة الأمريكية في تل أبيب. ومن المرجح أن يشهد العقد القادم إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي قد يزيد من حجم هذا التهديد وتسارعه.
تشير هذه التطورات لوجود حاجةٍ ملحّة لدول الخليج لاستيعاب الدروس التعبوية والاستراتيجية المستخلصة من الطبيعة المتغيرة للحرب الصاروخية الحديثة.
تقييم التهديد: ترسانة إيران والحوثيين الصاروخية المتنامية
تُشكل ترسانة إيران الصاروخية التحدي الدفاعي الجوي الأكثر إلحاحًا لدول الخليج. إذ تشمل ترسانتها مجموعة متنوعة من الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة المدى (SRBMs وMRBMs)، وصواريخ كروز، وطائرات مسيرة (UAS) قادرة على إغراق الدفاعات التقليدية أو الالتفاف عليها.
تشمل منظومة الصواريخ الباليستية متوسطة المدى (MRBMs) أنظمة قديمة مثل شهاب-3، وأنظمة مطورة مثل قدر-1 وعماد وسجّيل، ومنصات أحدث وأكثر مرونة مثل خيبر شكن والصاروخ الفرط صوتي فتّاح. تتميز هذه الأنظمة الحديثة بقدرتها على تغيير مسارها أثناء إعادة دخولها الغلاف الجوي (MaRVs) مما يزيد من فرص نجاتها من الاعتراض. ومع انخفاض قيمة الخطأ المحتمل ضمن دائرة يبلغ نصف قطرها (CEP) عشرات الأمتار، باتت هذه الأسلحة قادرة على تنفيذ ضربات دقيقة تصل مداها الى 2,000 كلم. لا تزال تشكل الصواريخ قصيرة المدى (SRBMs) مثل فاتح-110 وذو الفقار ودزفول، أساس الردع الإقليمي الإيراني. وهي أنظمة متنقلة تُطلق من منصات على الطرق، ويسهل إخفاؤها، وقد أثبتت دقة متزايدة ضمن مديات تصل إلى 700 كلم.
أصبحت الطائرات المسيرة الانتحارية (طائرات الكاميكازي) ، مثل شاهد-136، المنتشرة بالفعل في أوكرانيا، عناصر أساسية في استراتيجيات الإغراق غير المتكافئة. وقد ساهم التعاون الإيراني-الروسي في تطوير تصميم هذه الأنظمة، والتي تُعرف حاليًا باسم غيران-2/3 في القوات المسلحة الروسية، وربما يساهم هذا التعاون في تحسينات تكتيكية أوسع في عمليات الانفتاح الإيرانية المستقبلية.
تُعد الطائرات المسيّرة أداة رئيسية للحوثيين، وتعتبر سلسلة "صماد"، المستمدة من تصاميم إيرانية، طائرات مسيرة انتحارية ومنصات استخبارات ومراقبة واستطلاع (ISR). بفضل قدراتها على ربط البيانات، لعبت نسخة شهاب دورًا محوريًا في هجمات البحر الأحمر الأخيرة. إن انخفاض تكلفتها وسهولة إنتاجها يجعلها تهديدًا مستمرًا للبنية التحتية الخليجية، حتى مع استمرار القيود على الاستهداف خارج خط الرؤية.
ولطالما استخدمت إيران ووكلاؤها هذه الترسانة مرارًا وتكرارًا. منذ عام 2017، شنت طهران ضربات في سوريا والعراق. في عام 2019، استهدف الحوثيون منشآت النفط السعودية في بقيق وخريص، مما أدى إلى توقف مؤقت لما يقرب من 7% من إنتاج النفط العالمي. في عام 2020، أطلقت طهران أكثر من 20 صاروخًا باليستيًا على قوات أمريكية في قاعدة عين الأسد في العراق. في عام 2022، تعرضت العاصمة الإماراتية لهجمات صاروخية متكررة من الحوثيين. في عام 2024، أعلن الحرس الثوري الإيراني مسؤوليته عن ضربات في كردستان العراق وسوريا.
كما أكدت الرسائل الإيرانية في عام 2025، عن جاهزيتها لضرب دول الخليج التي تستضيف قوات أمريكية في حال اندلاع حرب مع واشنطن أو تل أبيب. وحذّر المسؤولون بشكل صريح العراق والكويت والإمارات وقطر والبحرين من السماح للقوات الأمريكية باستخدام قواعد على أراضيها. وتأتي هذه التهديدات كجزء من استراتيجية قسرية أوسع تهدف إلى ردع التعاون الإقليمي مع أي حملة عسكرية محتملة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
في هذا السياق، يبرز تهديد الصواريخ الباليستية قصيرة المدى (SRBM) بشكل كبير. توفر هذه الأنظمة لطهران خيار توجيه ضربة سريعة ضد الخصوم الإقليميين، مما يقلص فترات الإنذار ويغمر الدفاعات بفضل سرعتها وقربها الكبيرين. ويجب أن يأخذ تخطيط الدفاع الجوي في الخليج في الاعتبار قدرات الأنظمة، والجغرافيا الاستراتيجية، ونوايا الخصم.
وضع الدفاع الصاروخي في الخليج
تحتفظ المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بأنظمة دفاع صاروخي قوية ومتعددة الطبقات (الارتفاعات). تستخدم كلٌّ من الرياض وأبو ظبي أنظمة أمريكية بعيدة المدى مثل باتريوت PAC-3 وTHAAD، وتخططان لجعل أنظمة Cheongung II KM-SAM الكورية الجنوبية كأحد المكونات الرئيسية لمنظومة صواريخ ارض - الجو متوسطة المدى. من المتوقع أن تدعم هذه الأنظمة حال استلامها استبدال المنصات القديمة تدريجيًا مثل أنظمة "هوك" الأمريكية و"كروتال" الفرنسية. كما تستخدم الدولتان أيضًا منظومة "بانتسير-S1" الروسية الصنع للتصدي للطائرات المسيّرة والتهديدات منخفضة التكلفة الأخرى.
رغم أن هذه الأنظمة تعكس استثمارات كبيرة في القدرات المتقدمة، إلا أن هناك فرصًا لتعزيز تنسيقها ومرونتها. تأتي هذه الأنظمة من موردين متعدّدين تستخدم أطوال موجات راداريه ومعايير اتصال وقواعد اشتباك مختلفة، مما يعقّد التنسيق العملياتي، لا سيما في سيناريوهات الهجمات المكثفة (إشباع أنظمة الدفاع الجوي) أو متعددة المحاور.
كما كشفت الخبرة العملياتية عن ضعف بعض هذه الأنظمة، وأكدت على ضرورة ضمان بقائها في البيئات المتنازع عليها. على سبيل المثال، أظهرت منصات مثل "بانتسير-S1" الروسية محدودية في اشتباكات سابقة – بما في ذلك في ليبيا والقوقاز وأوكرانيا – حيث تم تحييدها بتكتيكات منسقة شملت الحرب الإلكترونية (EW) والضربات الدقيقة، خصوصًا من القوة الجوية والمدفعية. بينما تقدم هذه الأنظمة خيارًا مرنًا ومتنقلاً ضد التهديدات غير المتكافئة، فإن أدائها في هذه النزاعات، إلى جانب التهديد المتزايد الذي تشكله منصات أخرى منخفضة التكلفة مثل الطائرات المسيّرة المجهزة بنظام منظور الشخص الأول (FPV)، يبرز أهمية إعادة تقييم مدى ملاءمتها للمتطلبات العملياتية المتطورة بشكل مستمر. وهذا أمر بالغ الأهمية نظراً لدورها في حماية المنشأت الحيوية والأصول الاستراتيجية في جميع أنحاء الخليج.
تبقى الاستدامة اللوجستية أيضًا اعتبارًا بالغ الأهمية. كما لوحظ في أوكرانيا وإسرائيل، يمكن حتى للأنظمة المتقدمة للدفاع الجوي أن تواجه تحديات في الاشتباكات المطولة، لا سيما فيما يتعلق بتوفر صواريخ الاعتراض.
ويصعب الحفاظ على مخزونات كافية بسبب تنوع أنواع الذخائر وتعقيدات سلاسل الإمداد الدولية. في حين أن الأنظمة المصنعة في الولايات المتحدة، مثل باتريوت وثاد، لا تزال تُقدّم أداءً عاليًا، إلا أن تكاليفها التشغيلية وقدرتها الإنتاجية المحدودة كانت محوراً بارزاً في المناقشات الأمريكية حول دعم الحلفاء المستمر.
وبالمثل، دفع الصراع في أوكرانيا روسيا إلى إعطاء الأولوية لاحتياجاتها الدفاعية المحلية، مع انخفاض ملحوظ – يُقدّر بأكثر من 80% في عام 2024 – في تسليم شحنات الأسلحة إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتبرز هذه التطورات أهمية ضمان موثوقية الإمداد وتنويعه عند التخطيط لاستدامة القدرات على المدى الطويل.
أخيرًا، تشكّل الديناميات الجيوسياسية أيضًا عاملًا مؤثرًا في استراتيجيات شراء المعدات العسكرية. في حين لا تزال الولايات المتحدة الشريك الأمني الرئيسي للخليج، فإن تركيزها الاستراتيجي على منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وتطور وضعها الدفاعي، قد دفع الدول الخليجية إلى تعزيز قدراتها المحلية وزيادة استقلالها الاستراتيجي. وفي الوقت ذاته، تفرض القيود التنظيمية المتعلقة بالشراكات الدفاعية مع روسيا أو الصين عوامل إضافية يجب أخذها في الاعتبار في سعي دول الخليج إلى خيارات شراء متوازنة وجاهزة للمستقبل.
الاعتبارات السياسية لدول الخليج
أبرزت الصراعات الأخيرة ضرورة تحول دول الخليج من أنظمة دفاع صاروخي مبنية على تراكم المعدات إلى أنظمة متكاملة ومرنة وقابلة للتكيف. وبناءً على الدروس المستفادة من التجارب الإسرائيلية والأوكرانية، بالإضافة إلى السلوك العملياتي لإيران ووكلائها، ينبغي على مخططي الخليج مراعاة الأولويات التالية:
- إعطاء الأولوية للتكامل متعدد الطبقات/المستويات وقابلية العمل البيني: تعتمد الدفاعات الجوية في الخليج على أنظمة من موردين متعدّدين، مما قد يُشكل تحديات في التنسيق الفعلي. يُعد بناء بنية دفاعية إقليمية توحد الأنظمة المختلفة في شبكة متماسكة - من خلال بروتوكولات رادار مشتركة، وصور عملياتية مشتركة (COP)، وأنظمة قيادة وسيطرة سهلة (C2) - أمرًا بالغ الأهمية.
- الاستثمار في المخزونات المستدامة والإنتاج المحلي: يتطلب الدفاع الصاروخي في النزاعات الشديدة توفر صواريخ مستمراً للصواريخ المعترضة. ينبغي على دول الخليج إعطاء الأولوية لزيادة المخزونات واستكشاف إمكانيات الإنتاج المحلي المرخّص للصواريخ المعترضة لتجنب معوقات الاعتماد على الآخرين خلال الأزمات طويلة الأمد. كما يمكن أن تساعد اتفاقيات الإنتاج المشترك – مثل تلك المبرمة مع كوريا الجنوبية – في تقليل مخاطر الاعتماد على الآخرين.
- توسيع قدرات مواجهة الطائرات المسيّرة والدفاع الجوي قصير المدى (SHORAD): سلطت الصراعات الأخيرة الضوء على محدودية بعض أنظمة الدفاع الجوي قصيرة المدى عند مواجهة كثافة منسقة من الطائرات المسيرة، والحرب الإلكترونية، والضربات بعيدة المدى. ينبغي على دول الخليج إعطاء الأولوية للأنظمة المتنقلة والتي تعمل بنظام الوحدات المنفصلة ذات القدرة على الصمود، والتي تدمج أجهزة استشعار كهروضوئية، وأنظمة تتبع مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وشبكات مُعززة مقاومة للتشويش. ينبغي أن تُركز الاستثمارات على المنصات القادرة على الحفاظ على الأداء تحت ضغوط الحرب الإلكترونية والإجهاد الحركي، مما يضمن دفاعًا أفضل للمواقع الحضرية والاستراتيجية من التهديدات منخفضة الارتفاع.
- التدريب على سيناريوهات معقد متعددة الاتجاهات والمجالات: ينبغي على جيوش دول الخليج المشاركة في تدريبات منتظمة تُحاكي هجمات متعددة المجالات باستخدام الطائرات المسيرة وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية. وتُعد الجاهزية العملياتية لمثل هذه السيناريوهات – كما لوحظ في كل من إسرائيل وأوكرانيا – أمرًا أساسيًا للنجاة في المراحل الأولى لأي صراع عالي المستوى.
- تحصين المواقع الاستراتيجية ضد الهجمات المكثفة (الإشباع): يجب على دول الخليج توقع ضربات دقيقة تستهدف المنشأت الحيوية النفطية والموانئ والقواعد العسكرية. ويشمل ذلك نشر دفاعات متعددة الطبقات/المستويات وتقوية المواقع الحيوية باستخدام تدابير الدفاع الجوي السلبي.
- تعزيز الابتكار المحلي والصناعة الدفاعية السيادية: استلهامًا من أمثلة أخرى في المنطقة، ينبغي على دول الخليج توسيع نظم الابتكار المحلي لتقليل الاعتماد على موردي الصناعات الدفاعية الأجنبية، بما في ذلك منظومة المدفعية المضادة للطائرات.
نبذة عن المؤلف
فرانشيسكو شيافي هو خبير في العلاقات الدولية في منطقة الشرق الأوسط، متخصص في مواضيع الأمن والدفاع والحوكمة في بلاد الشام والخليج. يشغل منصب زميل غير مقيم في معهد الشرق الأوسط بسويسرا (MEIS)، ويساهم في العديد من المنصات الدولية، بما في ذلك أل-مونيتور ومؤسسة كلية الدفاع التابعة لحلف الناتو. عمل لمدة خمس سنوات كباحث في المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية (ISPI)، ومنذ عام 2017، نسّق قسم الشرق الأوسط في المجلة الإيطالية باندورا. بين عامي 2023 و2024، عمل مستشاراً للجنة التوجيهية للمؤتمر السنوي EuroMeSco، الذي نظمه المعهد الأوروبي للمتوسط (IEMed) في برشلونة بالتعاون مع وزارة الخارجية الإسبانية
بيان إخلاء المسؤولية:
الآراء والأفكار الواردة في سلسلة منشورات "رؤى وآراء" تعبر عن وجهات نظر كتّابها فقط، ولا تعكس بالضرورة السياسة الرسمية أو موقف مركز ربدان للأمن والدفاع أو أي من الجهات التابعة له أو أي جهة حكومية. يُنشر هذا المحتوى لأغراض إعلامية، ويعكس الرؤى الشخصية للمؤلفين حول مواضيع متنوعة تتعلق بالأمن والدفاع.
References
Borsari, Federico (2025), Adaptation Under Fire: Mass, Speed, and Accuracy Transform Russia’s Kill Chain In Ukraine, Center for European Policy Analysis (CEPA – April 7, 2025), https://cepa.org/comprehensive-reports/adaptation-under-fire-mass-speed-and-accuracy-transform-russias-kill-chain-in-ukraine/
Raine, John/ Hinz, Fabian/ Childs, Nick/ Voo, Julia (2024), Iran and Israel: everything short of war, Online Analysis, International Institute for Security Studies (IISS – July 17, 2024), https://www.iiss.org/online-analysis/online-analysis/2024/05/iran-and-israel-everything-short-of-war/
Hollenbeck, Neil/ Hamza Altaf, Muhammed/ Avila, Faith/ Ramirez, Javier/ Sharma, Anurag/ Jensen Benjamin (2025), Calculating the Cost-Effectiveness of Russia’s Drone Strikes Center for Strategic and International Studies (CSIS - February 24, 2025), https://www.csis.org/analysis/calculating-cost-effectiveness-russias-drone-strikes; Kirichenko, David (2025), Ukrainian drones and missiles target Putin’s war machine inside Russia, In: UkraineAlert, The Atlantic Council (January 28, 2025), https://www.atlanticcouncil.org/blogs/ukrainealert/ukrainian-drones-and-missiles-target-putins-war-machine-inside-russia/; CSIS Defense and Security Department (2025), Russia’s War in Ukraine and the Prospects for Peace, Center for Strategic and International Studies (CSIS - February 24, 2025), https://www.csis.org/analysis/russias-war-ukraine-and-prospects-peace.
Schiavi, Francesco Salesio (2022), Assessing Russian Use of Iranian Drones in Ukraine: Facts and Implications, Commentary, Italian Institute for International Political Studies (ISPI – October 26, 2022), https://www.ispionline.it/en/publication/assessing-russian-use-iranian-drones-ukraine-facts-and-implications-36520
Rostker, Shawn (2023), The Right and Wrong Lessons to Learn from Missile Defense in Ukraine, Center for Arms Control and Non-Proliferation (October 19, 2023), https://armscontrolcenter.org/the-right-and-wrong-lessons-to-learn-from-missile-defense-in-ukraine/?utm_source=chatgpt.com
Krzyzaniak, John (2024), Iran’s Missile Attack Against Israel, Iran Watch (April 15, 2024), https://www.iranwatch.org/our-publications/articles-reports/irans-missile-attack-against-israel; Lucente, Adam/ Bassist, Rina/ Szuba, Jared (2024), Iran launches attack against Israel with missiles, drones in response to Syria strike, Al-Monitor (April 13, 2024), https://www.al-monitor.com/originals/2024/04/iran-launches-attack-against-israel-missiles-drones-response-syria-strike; Krzyzaniak, John (2024), Iran’s Second Missile Attack on Israel, Iran Watch (October 3, 2024), https://www.iranwatch.org/our-publications/articles-reports/irans-second-missile-attack-israel; Braverman, Alexandra (2024), Iran Update, October 1, 2024, Institute for the Study of War (ISW), https://www.understandingwar.org/backgrounder/iran-update-october-1-2024.
Malik, Hamdi / Knights, Michael (2024), Deciphering Iraqi Militia Threats of an Energy War, Policy Analysis, The Washington Institute for Near East Policy, October 15, 2024, https://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/deciphering-iraqi-militia-threats-energy-war; Weinieger, Camille (2025), Iran defies Trump by arming proxy forces in Iraq with missiles, The Times, April 8, 2025, https://www.thetimes.com/world/middle-east/article/iran-arming-proxy-forces-iraq-long-range-missiles-5wpdx0w82;
Paes, Wolf-Christian/ Beales, Edward/ Hinz, Fabian/ Vidal-Ribe, Albert (2024), Navigating Troubled Waters: The Houthis’ Campaign in the Red Sea and the Gulf of Aden, Research Paper, International Institute for Security Studies (IISS – December 3, 2024), https://www.iiss.org/research-paper/2024/12/navigating-troubled-waters-the-houthis-campaign-in-the-red-sea-and-the-gulf-of-aden/
Amichay, Rami (2024), Tel Aviv hit by drone attack claimed by Iranian-backed Houthis, Reuters (July 19, 2024), https://www.reuters.com/world/middle-east/israeli-military-says-tel-aviv-blast-apparently-caused-by-drone-2024-07-19/
Kallenborn, Zachary (2024), Swarm Clouds on the Horizon? Exploring the Future of Drone Swarm Proliferation, Modern War Institute at West Point (March 20, 2024), https://mwi.westpoint.edu/swarm-clouds-on-the-horizon-exploring-the-future-of-drone-swarm-proliferation/
Samaan, Jean-Loup (2025), What the Gaza war reveals about the limitations of missile defense, MENASource, The Atlantic Council (January 31, 2025), https://www.atlanticcouncil.org/blogs/menasource/what-the-gaza-war-reveals-about-the-limitations-of-missile-defense/
Table of Iran's Missile Arsenal, Iran Watch (latest update: February 22, 2024), https://www.iranwatch.org/our-publications/weapon-program-background-report/table-irans-missile-arsenal; Missiles of Iran, CSIS Missile Defence Project, Missile Threat (Last updated: August 10, 2021), https://missilethreat.csis.org/country/iran/
Kushnikov, Kirilo (2025), Ukrainian Defense Intelligence: Russians Significantly Modernized Shahed and Gerbera Drones, Militarnyi (February 18, 2025), https://militarnyi.com/en/news/ukrainian-defense-intelligence-russians-significantly-modernized-shahed-and-gerbera-drones/
Attacks on Saudi Oil Facilities: Effects and Responses, Congressional Research Service, October 1, 2019, https://www.congress.gov/crs-product/IN11173.
Williams, Ian (2020), Uncomfortable Lessons: Reassessing Iran’s Missile Attack, Analysis, CSIS Missile Threat, February 6, 2020, https://missilethreat.csis.org/uncomfortable-lessons-reassessing-irans-missile-attack/
Kaushal, Sidharth (2022), Lessons from the Houthi Missile Attacks on the UAE, Commentary, Royal United Services Institute (RUSI - 3 February 2022), https://www.rusi.org/explore-our-research/publications/commentary/lessons-houthi-missile-attacks-uae?utm_source=chatgpt.com
Schiavi, Francesco Salesio (2024), Messages with Warheads: Unpacking the Logic Behind the Recent Attacks of Iran and its Proxies, Policy Brief, Middle East Institute Switzerland (MEIS – February 1, 2024), https://meiswitzerland.ch/en/themes-loc/messages-with-warheads-unpacking-the-logic-behind-the-recent-attacks-of-iran-and-its-proxies
Hafezi, Parisa (2025), Iran wants indirect talks with US, warns regional countries over strikes against it, Reuters (April 6, 2025), https://www.reuters.com/world/middle-east/iran-wants-indirect-talks-with-us-warns-regional-countries-over-strikes-against-2025-04-06/; Masters, Jonathan / Merrow, Will / Ferragamo, Mariel (2025), What Are Iran’s Nuclear and Missile Capabilities? Council on Foreign Relations (CFR - Last updated April 11, 2025), https://www.cfr.org/article/what-are-irans-nuclear-and-missile-capabilities
International Institute for Security Studies (2025), The Military Balance 2025, Routledge (London, February 11 2025), pp. 365-379). https://www.iiss.org/publications/the-military-balance/; Kim, Brian (2022), South Korea inks largest arms export deal with UAE for missile interceptor, Defense News, January 18, 2022, https://www.defensenews.com/industry/2022/01/18/south-korea-inks-largest-arms-export-deal-with-uae-for-missile-interceptor/; Iddon, Paul (2025), APKWS And Pantsir-S1s: Saudi Arabia Acquiring More Cost-Effective Defenses Against Drones, Forbes, April 1, 2025, https://www.forbes.com/sites/pauliddon/2025/04/01/apkws-and-pantsir-s1s-saudi-arabia-acquiring-more-cost-effective-defenses-against-drones/
Janovsky, Jakub / Aloha / Naalsio / Kemal / Dan / Black, Alexander, “Attack On Europe: Documenting Russian Equipment Losses During The Russian Invasion Of Ukraine,” Oryx, Valka.Online (Last update: April 2025), https://www.oryxspioenkop.com/2022/02/attack-on-europe-documenting-equipment.html; Trevithick, Joseph/ Newdick, Thomas (2020), Everything We Know About The Fighting That Has Erupted Between Armenia And Azerbaijan, The War Zone (TWZ – September 30, 2020), https://www.twz.com/36777/everything-we-know-about-the-fighting-that-has-erupted-between-armenia-and-azerbaijan?utm_source=chatgpt.com; Libya becomes the graveyard of Russian Pantsir-S1, EDNews, May 22, 2020, https://ednews.net/en/news/conflicts/429517-libya-becomes-the-graveyard-of-russian-pantsir-s1?utm_source=chatgpt.com; Russian Pantsir Air Defense System: Sitting duck or Top Dog? Defenseworld.net, (June 19, 2020), https:/www.defenseworld.net/feature/42/Russian_Pantsir_Air_Defense_System__Sitting_duck_or_Top_Dog_#.X8ztz3RKhdg
Rumbaugh, Wes (2024), Did the U.S. Defense of Israel from Missile Attacks Meaningfully Deplete Its Interceptor Inventory? Commentary, Center for Strategic and International Studies (CSIS – December 4, 2024), https://www.csis.org/analysis/did-us-defense-israel-missile-attacks-meaningfully-deplete-its-interceptor-inventory
Hussain, Zain / Tartir, Alaa (2025), Recent trends in international arms transfers in the Middle East and North Africa, Commentary, Stockholm International Peace and Research Institute (SIPRI – April 10, 2025), https://www.sipri.org/commentary/topical-backgrounder/2025/recent-trends-international-arms-transfers-middle-east-and-north-africa?utm_source=phpList&utm_medium=email&utm_campaign=SIPRI+Topical+Backgrounder%3A+Recent+trends+in+international+arms+transfers+in+the+Middle+East+and+North+Africa&utm_content=HTML
Karam, Joyce (2025), Mixed bag for China from Trump’s Gulf tour, China-Middle East Newsletter, Al-Monitor (May 15, 2025), https://www.al-monitor.com/newsletter/2025-05-15/mixed-bag-china-trumps-gulf-tour; and: Abrams, Elliott (2025), The Trump Visit and the Black Boxes of the Gulf, Commentary, Council on Foreign Relations (CFR – May 18, 2025), https://www.cfr.org/blog/trump-visit-and-black-boxes-gulf.