الجهات الفاعلة من غير الدول في مجال التكنولوجيا والتكتيكات: دراسة حالة الحوثيين في اليمن

مُقدمة

شهد القرن الحادي والعشرون تحولًا جذريًا في طبيعة الحروب.فبعد أن كانت ساحة الصراعات تهيمن عليها الدول التي تمتلك جيوشًا وقوات بحرية وقوات جوية متطورة، باتت النزاعات المعاصرة تتشكل على نحو متزايد بفعل الجهات الفاعلة من غير الدول التي توظف تقنيات وتكنولوجيا منخفضة التكلفة واستراتيجيات غير متكافئة لتحدي القوى التقليدية.[1] ويُمثل الحوثيون في اليمن دراسة حالة بارزة في هذا السياق. فعلى الرغم من الوجود الكثيف والقوة الهائلة للبحرية الأمريكية وحلفائها في البحر الأحمر وخليج عدن، نجح الحوثيون في تعطيل طرق الملاحة، وإلحاق أضرار بسفن حربية متقدمة، وإجبار شركات الشحن العالمية على تغيير مساراتها، وذلك في أكثر من 100هجوم منذ أكتوبر 2023.[2]

ولا يقتصر الأمر على كونه قضية أمنية إقليمية فحسب، بل يتطلب تحليلًا معمقاً لمفهوم استعراض القوة من قبل الجهات الفاعلة من غير الدول في السياق المعاصر. فقد بذل الحوثيون جهودًا كبيرة لتعزيز قدراتهم العسكرية، بدعم رئيسي من إيران، وأضافوا إلى ترسانتهم طائرات مسيّرة وصواريخ "حاتم-2" وصواريخ مضادة للسفن من طراز "عاصف".[3] إن فهم كيفية تمكن الحوثيين من رفع مستوى قدراتهم القتالية يُعد أمرًا حاسمًا لاستشراف طبيعة الصراعات المستقبلية، حيث قد تتبنى الجماعات المتمردة أو الميليشيات أو الحركات العابرة للحدود أساليب مشابهة. تتناول هذه المقالة ابتكارات الحوثيين العسكرية، وتحلل تكتيكاتهم غير المتكافئة في المجال البحري، وتقيّم التداعيات العالمية لامتلاك الجهات الفاعلة من غير الدول مثل هذه القدرات.

من هم الحوثيون؟

الحوثيون، الذين يُعرفون رسميًا باسم أنصار الله، هم حركة شيعية زيدية في شمال اليمن خاضت صراعًا مسلحًا ضد الحكومة اليمنية ذات الأغلبية السنية منذ عام 2004. وقد تصاعد هذا الصراع إلى حربٍ أهلية شاملة عام 2014، ما أدى إلى تداعيات إقليمية واسعة.[4] قبل اندلاع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في أكتوبر 2023، كان يُنظر إلى الحوثيين على أنهم جماعة يمنية محلية ذات أجندة داخلية، لكن هذا التصور تغيّر جذريًا في أكتوبر 2023، “حين أطلق الحوثيون الموجة الأولى من الصواريخ والطائرات غير المأهولة (المسيّرة) باتجاه أهداف داخل إسرائيل، في خطوةٍ أعلنوا أنها جاءت تضامنًا مع الفلسطينيين في غزة.”[5]

التكيف التكنولوجي والقدرات العسكرية للحوثيين

على مدى سنوات من مقاومة القصف الجوي، والحصار البحري، والهجمات المدعومة من الخارج، اضطر الحوثيون إلى الابتكار عسكريًا، فجمعوا بين حرب العصابات واستخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة. وقد أرسى هذا الصمود الأساس لقدرتهم اللاحقة على فرض سيطرتهم على الممرات البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن، وبالتالي تحدي نفوذ الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.[6] ومن أبرز الأدوات التي يعتمد عليها الحوثيون في هذا الإطار: الطائرات المسيّرة، والطائرات بدون طيار، والصواريخ الباليستية، والزوارق السطحية غير المأهولة، وهي منظومات باتت تشكل ركيزة أساسية في استراتيجيتهم القتالية المعاصرة.

 الطائرات المسيّرة والطائرات بدون طيار (UAVs)

يُعدّ تبنّي الحوثيين لتقنية الطائرات المسيّرة عام 2016 إحدى أبرز ابتكاراتهم الاستراتيجية في المجال العسكري. فبعد أن بدأوا بأنظمة بدائية، باتت لديهم اليوم طائرات بدون طيار بعيدة المدى قادرة على تنفيذ مهام الاستطلاع والعمليات الهجومية على حد سواء. ورغم أن العديد من تصاميم هذه الطائرات يُعتقد أنها مستوحاة من التكنولوجيا الإيرانية أو مشتقة منها، فقد أظهر الحوثيون في السنوات الأخيرة قدرة متزايدة على التصنيع المحلي وإدخال التعديلات الفنية. وفي يوليو 2019، كشفت قوات الحوثيين عن مجموعة من الطائرات بدون طيار، من بينها “صمد 2” و”صمد 3”، مدّعين أنها صناعة محلية. غير أن فيديو دعائيًا إيرانيًا ظهر لاحقًا يُظهر الطائرات ذاتها، مما عزّز التأكيد على الأصول الإيرانية للطائرات بدون طيار التي يستخدمها الحوثيون.[7]

تُستخدم هذه الطائرات المسيّرة في عمليات الاستطلاع والقتال، إذ تُمكّن الحوثيين من استهداف دقيق للسفن التجارية والعسكرية، بينما تشكل النسخ المسلحة منها تهديدًا مباشرًا للسفن الحربية والبُنى التحتية الاقتصادية الحيوية.[8] وبحسب بيانات مركز تحليل واتجاهات الإرهاب العالمي (GTTAC)، نفّذ الحوثيون بين عامي 2018 و2024 نحو 388 هجومًا باستخدام الطائرات المسيّرة، استهدفت طيفًا واسعًا من الأطراف، من بينها الحكومة اليمنية والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل والقوات العسكرية الأمريكية والسفن التجارية والبحرية الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.[9]

الصواريخ المضادة للسفن

يمتلك الحوثيون أيضًا صواريخ كروز وصواريخ باليستية[10] سوفيتية وصينية وإيرانية الصنع، استخدموها على فترات متفرقة خلال الصراع.ومن بين أكثر منظوماتهم تطورًا الصاروخ الباليستي المضاد للسفن “عاصف”، الذي يُعتقد أنه من أصل إيراني، وقادر على حمل رأس حربي يزن 500 كيلوغرام لمسافة تزيد عن 400 كيلومتر، ويستخدم نظام توجيه كهروبصري للتوجيه النهائي نحو الهدف.[11] كما يمتلك الحوثيون صاروخ “المنْدب 2”، وهو صاروخ كروز مضاد للسفن يُشبه إلى حد كبير الصاروخ الصيني C802، الذي أعادت إيران تصميمه في نسختها المعروفة باسم “نور”. ويبلغ مدى المنْدب 2 نحو 120 كيلومترًا مع رأس حربي يزن 165 كغ، وقد تم استخدامه منذ عام 2016 في استهداف السفن التجارية والعسكرية.[12] ورغم إصرار الحوثيين على أن هذه المنظومات تُنتج محليًا، تؤكد المصادر الأمريكية أن إيران إما تزودهم بهذه الأسلحة مباشرة، أو تقدم لهم دعمًا تقنيًا حاسمًا في تطويرها وتشغيلها.[13]

الزوارق السطحية غير المأهولة (USVs)

قد تكون أكثر الأدوات ابتكارًا في ترسانة الحوثيين أسطولهم من القوارب المتفجرة غير المأهولة والمتحكَّم بها عن بُعد، والمعروفة أيضًا باسم الزوارق السطحية غير المأهولة. وقد استُخدمت هذه المركبات للمرة الأولى في 2017 ضد المملكة العربية السعودية.[14] وغالبًا ما يُشغِّل الحوثيون الزوارق السطحية غير المأهولة بالتزامن مع الصواريخ لزيادة شدة الهجمة وتأثيرها.[15] وتمتاز هذه الزوارق السطحية غير المأهولة بتخفِّيها في شكل مراكب صيد شائعة في البحر الأحمر، وغالبًا ما تُصنع من الخشب أو الألياف الزجاجية، ما يجعل كشفها وتصنيفها تحديًا لوسائل المراقبة البحرية التقليدية. وقد استُخدمت الزوارق السطحية غير المأهولة في هجومٍ حديث على البحر الأحمر في يونيو 2025[16]

التكتيكات غير المتكافئة والمنطق الاستراتيجي

استغلّ الحوثيون نقاط الضعف في المنصات البحرية المتقدمة عبر استخدام الطائرات المسيّرة منخفضة التكلفة، والصواريخ الموجَّهة بدقة، والمركبات السطحية غير المأهولة. فهم لا يحتاجون إلى ميزانيات ضخمة أو تدريب مكثّف أو بنية لوجستية معقدة كما هو الحال لدى الأساطيل التقليدية، بل يعتمدون بدلًا من ذلك على إبداعهم الذاتي وشبكات الدعم الخارجية. وتُجسّد تكتيكاتهم تحولًا نوعيًا في طبيعة الحرب البحرية بالنسبة للأطراف المتحاربة الأصغر حجماً، إذ انتقلت من معارك السفن المباشرة إلى هجمات الأسراب والتشويش الإلكتروني والمضايقات الاستنزافية.

ومن خلال استهداف السفن التجارية والعسكرية على حد سواء، يعمد الحوثيون إلى إرباك العمليات البحرية وإضعاف استقرار سلاسل الإمداد العالمية. وحتى الهجمات التي لا تُحقق أهدافها تُجبر الخصم على استخدام أسلحة دفاعية باهظة الثمن.[17] وتُشبه هذه المنهجية حرب العصابات، إذ تعتمد على الاستنزاف والانتصارات الرمزية والضغط غير المتكافئ بدلًا من المواجهة المباشرة. ويُعد استخدام المركبات السطحية غير المأهولة في البحر مثالًا واضحًا على هذه التكتيكات والأساليب الحربية غير التقليدية، نظرًا لصعوبة اكتشافها، وتكلفتها المنخفضة، وقدرتها على إلحاق أضرار جسيمة بالسفن الحربية أو ناقلات البضائع التجارية.

وقد ارتفعت شعبية الحوثيين داخليًا بعد عملياتهم في البحر الأحمر، إذ أن إجبارهم السفن التجارية على إعادة توجيه مساراتها حول رأس الرجاء الصالح أدى إلى زيادة تكاليف الشحن، وتأخير سلاسل الإمداد، وتقويض الثقة في أمن الملاحة البحرية. وبفضل قدرتهم على تحدي التفوق البحري الأمريكي وحلفائه بفعالية، استطاع الحوثيون ترسيخ صورة القوة والمقاومة ضد التدخلات الخارجية. كما أن قدرتهم على تعطيل طرق النقل العالمية وإلحاق الضرر بالقوات العسكرية المتفوقة لاقت صدى واسعًا لدى الشعب اليمني، الذي يٌفسَّر هذه العمليات بوصفها رمزًا للسيادة والمقاومة الوطنية.وعلى الصعيد الإقليمي، ساعدت هذه العمليات الحوثيين على تعزيز مصداقيتهم ضمن الخطابات المناهضة للغرب وللتدخلات الخارجية، مما أتاح لهم تقديم أنفسهم كقوة رائدة تتصدى للقوى العالمية باسم الشعوب المهمّشة. وفي مارس 2025،[18] شنّت الولايات المتحدة أكبر هجوم جوي وبحري لها ضد الحوثيين، ورغم الأضرار التي لحقت بالجماعة، فإن قدرتها المستمرة على تهديد حركة التجارة البحرية ما زالت قادرة على التأثير في مسار المفاوضات الإقليمية وتحسين موقعهم التفاوضي مع السعودية والإمارات والدول الغربية.

الآفاق المستقبلية

أظهر الحوثيون كيف يمكن للجهات الفاعلة من غير الدول أن تستخدم أدوات بسيطة واستراتيجيات منخفضة التكلفة لفرض تكاليف باهظة على خصومٍ أكثر قوة.وتشير هذه الديناميكية المتغيرة إلى أربعة مجالات رئيسية ينبغي على الدول التركيز عليها في المرحلة المقبلة:

ينبغي أن تُعطي الدول أولوية للتصدي للتهديدات غير التقليدية في المجال البحري، وأن تعمل بشكلٍ جماعي على إنشاء منظومة أمن بحري إقليمية مرنة قادرة على مواجهة التقنيات والأساليب غير المألوفة التي تستخدمها الجهات الفاعلة غير الدول مثل الحوثيين.

لقد كان الدعم الإيراني المستمر عاملًا حاسمًا في تعزيز قدرات الحوثيين، مما يُظهر كيف يمكن للجهات الفاعلة الخارجية أن يمنحوا الجماعات من غير الدول قوة غير متكافئة.لذلك، على الحكومات أن تنخرط في حوار دبلوماسي مباشر مع هذه الجهات الفاعلة الخارجية للحد من مثل هذا الدعم أو منعه.

تحتاج الدول إلى إضافة المزيد من الأدوات إلى ترسانتها الدفاعية، لا سيما فيما يتعلق بسبل وقف هجمات الطائرات المسيرة برًا وبحرًا.

يجب على الحكومات معالجة الأسباب السياسية الكامنة وراء الحرب، حيث تستخدم الجهات الفاعلة من غير الدول مثل الحوثيين هذه التكتيكات لتبرير قضاياهم السياسية وكسب الدعم الشعبي. لذا، لا ينبغي الاكتفاء بالحلول التقنية والعسكرية، بل يجب موازنتها بحلول سياسية جذرية تُعالج الأسباب البنيوية للصراع وتُسهم في تحقيق الاستقرار الدائم.

بيان إخلاء المسؤولية:

الآراء والمواقف الواردة في سلسلة منشورات قسم “آراء ورؤى” تعبّر عن وجهات النظر الشخصية للكتّاب، ولا تعكس بالضرورة السياسات أو المواقف الرسمية لمركز ربدان للأمن والدفاع أو أي من المؤسسات التابعة له أو لأي جهة حكومية. والمحتوى المنشور يهدف إلى توفير معلومات عامة ويعكس وجهات نظر شخصية حول قضايا متعلقة بالأمن والدفاع.

[1] Colonel Dave Wallace and Major Shane Reeves, “Non-State Armed Groups and Technology: The Humanitarian Tragedy at Our Doorstep”, University of Miami National Security & Armed Conflict Review. 26 (2013), https://repository.law.miami.edu/umnsac/vol3/iss1/4/

[2] Paulo Aguiar, “Houthis Emerge from Red Sea Crisis Unscathed”, Situational Report, February 19, 2025, https://www.geopoliticalmonitor.com/houthis-emerge-from-red-sea-shipping-crisis-unscathed/

[3] Ibid.

[4] “Who are Yemen’s Houthis”, Insights and Analysis by Wilson Center, July 2022, https://www.wilsoncenter.org/article/who-are-yemens-houthis

[5] Wolf-Christian Paes and others, “Navigating Troubled Waters: The Houthis’ Campaign in the Red Sea and the Gulf of Aden”, Research Paper by IISS, December 2024, https://www.iiss.org/research-paper/2024/12/navigating-troubled-waters-the-houthis-campaign-in-the-red-sea-and-the-gulf-of-aden/

[6] “Six rescued, 15 missing after Houthi attack on cargo ship in Red Sea”, Al-Jazeera, July 9, 2025, https://www.aljazeera.com/news/2025/7/9/five-rescued-after-suspected-attack-by-yemens-houthis-on-red-sea-vessel

[7] “Evolution of UAVs Employed by Houthi Forces in Yemen”, Dispatch from the Field, Conflict Armament Research, February 2020, https://www.conflictarm.com/dispatches/evolution-of-uavs-employed-by-houthi-forces-in-yemen/

[8] Ibid.

[9] Suat Cubukcu and Evan Jordan, “The Houthis Drones Supply Chain”, Research Report, Orion Policy Research Institute, July 2025, https://orionpolicy.org/the-houthi-drone-supply-chain/

[10] “Houthis Arsenal”, Wilson Center Report, July 2024, https://www.wilsoncenter.org/article/houthi-arsenal

[11] For more details please see, Fabian Hinz, “Houthi anti-ship missile systems: Getting Better all the Time”, Military Balance Blog, IISS Publication, January 2024, https://www.iiss.org/online-analysis/military-balance/2024/01/houthi-anti-ship-missile-systems-getting-better-all-the-time/Sam Cranny-Evans and Dr Sidharth Kaushal, “Securing the Red Sea: How Can Houthi Maritime Strikes be Countered?”, Commentary by RUSI, January 2024, https://www.rusi.org/explore-our-research/publications/commentary/securing-red-sea-how-can-houthi-maritime-strikes-be-countered


[12] Sam Cranny-Evans and Dr Sidharth Kaushal, “Securing the Red Sea: How Can Houthi Maritime Strikes be Countered?”, Commentary by RUSI, January 2024, https://www.rusi.org/explore-our-research/publications/commentary/securing-red-sea-how-can-houthi-maritime-strikes-be-countered

[13] Ibid.

[14] Christopher P. Cavas, “New Houthi Weapon Emerges: A Drone Boat”, Defense News, February 19, 2017, https://www.defensenews.com/digital-show-dailies/idex/2017/02/19/new-houthi-weapon-emerges-a-drone-boat/ 

[15] “Six rescued, 15 missing after Houthi attack on cargo ship in Red Sea”, Al-Jazeera, July 9, 2025, https://www.aljazeera.com/news/2025/7/9/five-rescued-after-suspected-attack-by-yemens-houthis-on-red-sea-vessel

[16] Howard Altman, “First Look At Houthi Kamikaze Drone Boat That Struck Cargo Ship In Red Sea”,

[17] Mohamed ELDoh, “Why the Houthis Threat Persists?”, Global Security Review, https://globalsecurityreview.com/why-the-houthi-threat-persists/

[18] “US fires on Sanaa as campaign against Yemen’s Houthis continues”, Al-Jazeera, March 24, 2025, https://www.aljazeera.com/news/2025/3/24/us-fires-on-sanaa-as-campaign-against-yemens-houthis-continues

أرسل منشورك

أرسل منشورك

أرسل منشورك

أرسل منشورك

أرسل منشورك

أرسل منشورك

أرسل منشورك

أرسل منشورك

أرسل منشورك

أرسل منشورك

An error has occurred. This application may no longer respond until reloaded. Reload 🗙