تتمتع دول مجلس التعاون الخليجي ودول آسيا الوسطى بروابط تاريخية وثقافية ودينية، بالإضافة إلى مخاوف أمنية مشتركة، إلا أن هاتين الكتلتين الإقليميتين لم تشرعا في تعزيز تعاونهما وشراكتهما بشكل جدي إلا منذ أن أدى الصراع الروسي الأوكراني عام ٢٠٢٢ إلى تشكيل تحالفات جديدة. ومنذ ذلك الحين، عقدت المنطقتان ثلاثة اجتماعات وزارية وقمة رفيعة المستوى ضمت رؤساء الدول (جدة 2023). وكان من المقرر عقد الاجتماع الرئاسي الثاني في سمرقند في مايو 2025، لكنه تأجل.[1]
ويمثل هذا التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي وآسيا الوسطى نموذجًا جديدًا للدبلوماسية الإقليمية، يهدف إلى إضفاء الشرعية على إنشاء كتلة ناشئة في الجنوب العالمي قادرة على التعامل مع تعقيدات السيناريو الجيوسياسي الحالي المعاد تشكيله، والمساهمة في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.[2]
ومن منظور آسيا الوسطى، فإن تطوير علاقات معمّقة مع مجلس التعاون الخليجي يتماشى مع سياسة خارجية تقليدية متعددة المحاور تهدف إلى توسيع التعاون مع الجهات الفاعلة الاستراتيجية الأخرى لموازنة النفوذ الصيني–الروسي في المنطقة. ومن شأن تحسين الحوار مع مجلس التعاون الخليجي أن يسمح لدول آسيا الوسطى بالوصول إلى أسواق جديدة وجذب الاستثمارات لتطوير قطاعات الطاقة المتجددة والبنية التحتية لديها.
أما بالنسبة لدول الخليج، يرتبط اهتمامها بتعميق العلاقات مع آسيا الوسطى بخططها الاستراتيجية لاقتصاد ما بعد النفط. ولتحقيق هذا التحول بعيدًا عن النفط، يسعى مجلس التعاون الخليجي إلى إعادة تشكيل دوره في المشهد الدولي وأن يصبح مركزًا تجاريًا وماليًا يربط آسيا وأوروبا.
وقد اختارت دول آسيا الوسطى والخليج تعزيز نهج جماعي في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية بدلًا من النهج الثنائي. ويبدو أن نهج التكتلات الإقليمية هذا أصبح اتجاهًا سائدًا، لا سيما بالنسبة لدول آسيا الوسطى. فعلى سبيل المثال، تعزز كتلة دول آسيا الوسطى (C5) الحوار فيما بين كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان. وإذا أرادت كتلة آسيا الوسطى إنشاء حوار منفصل مع الصين أو الولايات المتحدة أو اليابان أو إيطاليا أو ألمانيا، فسيتم تسميتها "C5 + 1". كما اقترح الرئيس التركماني سردار بردي محمدوف إنشاء "C5 + كتلة إقليمية"، والتي من شأنها ربط دول كتلة "C5" مع، على سبيل المثال، مجلس التعاون الخليجي أو الاتحاد الأوروبي أو رابطة دول جنوب شرق آسيا.[3]
عملية إضفاء الطابع المؤسسي على التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي وآسيا الوسطى
يُعد المستوى الحالي للتعاون المُحسّن نتيجةً لتقارب طويل الأمد بين هاتين الكتلتين، والذي بدأ بالاعتراف الدبلوماسي باستقلال آسيا الوسطى بعد عام ١٩٩١. إذ كان دور دول مجلس التعاون الخليجي في آسيا الوسطى هامشيًا خلال تسعينيات القرن الماضي مقارنةً بروسيا والولايات المتحدة وتركيا وإيران، التي استطاعت توسيع نفوذها السياسي والاقتصادي في المنطقة عبر استغلال الروابط الاقتصادية والثقافية والدينية واللغوية والتاريخية. وخلال العقدين الماضيين، شهد التعاون بين آسيا الوسطى ودول مجلس التعاون الخليجي توسعًا في مجالات التجارة والثقافة والتعليم، وتطوير أنظمة الري وتحديث البنى التحتية الزراعية، والأمن ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى المبادرات في قطاعات النفط والغاز والمساعدات الإنسانية. وقد كانت قيرغيزستان وطاجيكستان المستفيدتين الرئيسيتين من المساعدات الإنسانية والمبادرات التعليمية، التي ركّزت على تحسين الظروف المعيشية لأطفال المدارس، وبرامج تبادل الطلاب، وتوفير المساعدات الغذائية.
وفي عام 2014، مثّل اجتماع وزراء خارجية جامعة الدول العربية ودول آسيا الوسطى المحاولة الأولى لتعزيز إطار متعدد الأطراف للعلاقات.[4]
ترسخت عملية إضفاء الطابع المؤسسي على التعاون بين الكتلتين بانعقاد الاجتماع الأول للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول آسيا الوسطى (C5) في الرياض في 7 سبتمبر 2022. وضمّ الاجتماع وزراء الخارجية فقط، واختُتم بتبني خطة العمل المشتركة للحوار والتعاون الاستراتيجي للفترة 2023-2027، والتي حددت السياسة والأمن والاقتصاد والاستثمار كمجالات للتعاون. كما اتفق الطرفان على تبادل أفضل الممارسات في مجالات الإعلام والرياضة والسياحة وشؤون الشباب والثقافة والتعليم. [5]
كانت قمة مجلس التعاون الخليجي ودول آسيا الوسطى (C5) في جدة بتاريخ 19 يوليو 2023 بمثابة علامة فارقة تاريخية في التعاون الإقليمي بين المناطق، إذ جمعت جميع رؤساء دول آسيا الوسطى الخمسة مع كبار المسؤولين السياسيين في دول الخليج. كان هذا الاجتماع مدفوعًا بالمصلحة المشتركة للمشاركين في تعزيز دورهم ضمن نظام دولي متعدد الأطراف في ظل الاضطرابات الجيوسياسية.[6] وقد لخص ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء، محمد بن سلمان، المبادئ التوجيهية السياسية التي تدفع هذا التعاون الجديد عندما بقوله: “إن التحديات التي تواجه عالمنا تتطلب عملًا جماعيًا”. وفي كلمته، أشار تحديدًا إلى التحديات المتعلقة بأمن الطاقة وسلاسل الإمداد الغذائي العالمية، مؤكدًا على ضرورة احترام سيادة الدول واستقلالها والامتناع عن التدخل في شؤونها الداخلية.[7]
في البيان المشترك، أعرب قادة مجلس التعاون الخليجي ودول آسيا الوسطى (C5) عن التزامهم بالحفاظ على الاستقرار الإقليمي والدولي وضمان الأمن في مجالات النقل والاتصالات والغذاء والطاقة والمياه. كما اتفقوا على تطوير مصادر الطاقة المتجددة والتقنيات الخضراء بشكل مشترك لخلق فرص تجارية واستثمارية وزيادة التبادل التجاري.[8]
بالنسبة لجمهوريات آسيا الوسطى، يُنظر إلى الاهتمام المتزايد لدول مجلس التعاون الخليجي بالمنطقة على أنه فرصة واعدة للاستثمار.واقترح رئيس أوزبكستان ميرزيوييف إنشاء مجلس مشترك للمستثمرين ومنطقة تجارة حرة محتملة بين المناطق بالإضافة إلى مشاركة دول مجلس التعاون الخليجي في تنفيذ مشروع السكك الحديدية عبر أفغانستان. كما أعرب رئيس قيرغيزستان، سارمان جباروف، عن طلب مماثل بشأن تنفيذ الجزء القيرغيزي من ممر السكك الحديدية بين الصين وقيرغيزستان وأوزبكستان (CKU) وتطوير محطة كامبراتا للطاقة الكهرومائية.[9]
وفي أبريل 2024، شارك وزراء الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي و دول آسيا الوسطى (C5) في "الحوار الاستراتيجي الثاني بين آسيا الوسطى ومجلس التعاون الخليجي" في طشقند، فيما عُقد الاجتماع الثالث في الكويت في أبريل 2025. وواصل الاجتماعان المفاوضات حول تعميق العلاقات التجارية من خلال سلاسل إمداد مستدامة ومرنة. حيث يحظى أمن النقل بأهمية خاصة في هذا الصدد في ظل التهديدات العالمية الراهنة.[10]
مجالات التعاون الرئيسية والتداعيات الجيوسياسية
يُعَدّ التوسع في التجارة وتعزيز التعاون الاقتصادي بين مجلس التعاون الخليجي و دول آسيا الوسطى (C5) مدفوعًا أساسًا بتكامل اقتصادات المنطقة. ففي حين تهتم دول الخليج باستيراد المعادن والفلزات كالنحاس والذهب والحديد والصلب من آسيا الوسطى، تسعى دول آسيا الوسطى (C5) إلى جذب الاستثمارات المالية لضمان نمو اقتصاداتها الوطنية.
ومع أن الاستثمارات من دول مجلس التعاون الخليجي في آسيا الوسطى تضاعفت ثلاث مرات منذ عام 2022، إلا أن حجم التبادل التجاري بين الكتلتين لا يزال منخفضًا للغاية، حيث يُمثل أقل من 1% من التجارة العالمية لدول مجلس التعاون الخليجي وأقل من 2% من التجارة العالمية لآسيا الوسطى.[11] وفي الوقت نفسه، يهدف الطرفان إلى تنويع اقتصاداتهما، التي تعتمد بشكل أساسي على المواد الخام. ف دول آسيا الوسطى (C5) تسعى إلى تطوير القطاعات التجارية مثل الصناعة والزراعة وتحسين البنى التحتية للنقل، في حين تعطي دول الخليج أولوية متزايدة للتقنيات الخضراء والرقمنة والذكاء الاصطناعي والسياحة.
برز الأمن الغذائي كأحد المجالات المهمة لتعزيز التعاون الثنائي بين مجلس التعاون الخليجي و دول آسيا الوسطى (C5). يمكن لدول آسيا الوسطى زيادة إنتاج المحاصيل بدعم تكنولوجي حديث، في حين أن دول الخليج تواجه مخاطر انعدام الأمن الغذائي بسبب اعتمادها الكبير على الواردات، والتي تمثل نحو 85% من إجمالي احتياجاتها الغذائية.[12]
ويُعَدّ مجال التكنولوجيا أيضًا من المجالات الواعدة للشراكة الاستراتيجية. ففي اقتصاد ما بعد النفط، ستحتاج دول الخليج إلى ضمان الوصول إلى الاحتياطيات الضخمة من المعادن النادرة والمعادن الخام الحرجة في آسيا الوسطى، اللازمة للطاقة الخضراء والدفاع. تمتلك آسيا الوسطى 38% من احتياطيات العالم من المنغنيز، و30.7% من الكروم، و20% من الرصاص، ولديها معادن أخرى مثل الزنك والتيتانيوم والنحاس والكوبالت والموليبدينوم.[13] وخلال القمة الاستراتيجية الأخيرة لدول مجلس التعاون الخليجي ودول آسيا الوسطى (C5) في الكويت، أشار نائب رئيس وزراء كازاخستان ووزير خارجيتها، مراد نورتليو، إلى أن بلاده تمتلك أكثر من 5,000 موقع معدني بقيمة تقديرية إجمالية تفوق 46 تريليون دولار أمريكي، ودعا شركاءه الخليجيين إلى المشاركة في مشاريع مشتركة لدورات المعادن النادرة والمعادن الخام الحرجة بأكملها، بدءًا من الاستكشاف وصولًا إلى المعالجة والتطبيقات المبتكرة.[14]
تسعى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين إلى تحقيق الحياد الكربوني في الفترة بين 2050 و2060، ولذلك ركّزت على استغلال الإمكانات الكبيرة لمصادر الطاقة المتجددة في آسيا الوسطى لدعم عملية تحول الطاقة.
وقد التزمت شركتان كبيرتان رائدتان في مجال الطاقة المتجددة في الخليج - أكوا باور السعودية ومصدر الإماراتية - بالفعل بالبدء في تنفيذ عدة مشاريع في المنطقة. واتفقت أكوا باور على استثمار 13.5 مليار دولار أمريكي في قطاعات الطاقة النظيفة في كازاخستان وقيرغيزستان وأوزبكستان، ووقّعت اتفاقية شراء طاقة لبناء أكبر محطات طاقة رياح ومرافق تخزين في آسيا الوسطى في أوزبكستان. أما شركة مصدر، فقد وقّعت اتفاقية لبناء ثلاث محطات للطاقة الشمسية الكهروضوئية في أوزبكستان، وبدأت في تطوير محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 200 ميجاوات في قيرغيزستان، بينما تستكشف أيضًا مشاريع الطاقة الكهرومائية في طاجيكستان.[15]
يُمثل تعزيز البنية التحتية للنقل لربط دول الخليج بآسيا الوسطى مجالًا واعدًا للتعاون بما يحقق مكاسب مشتركة للطرفين. وقد أبدت دول مجلس التعاون الخليجي اهتمامها بالمشاركة في بناء خطي سكك حديد أوزبكستان–أفغانستان–باكستان وخط الصين–قرغيزستان–أوزبكستان (CKU)، وهما ممران للنقل البري يعبران المنطقة. وهذا من شأنه التمكين من نقل البضائع من الموانئ الباكستانية إلى منطقة الخليج عبر المحيط الهندي..[16]
يمكن لهذه الممرات نقل المعادن الخام الحرجة والمعادن الأرضية النادرة والمنتجات الزراعية بما يعزز الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي، في حين ستتمكّن دول آسيا الوسطى من الوصول إلى الأسواق العالمية عبر موانئ مجلس التعاون الخليجي، مما يقلّل اعتمادها على طرق التصدير الخاضعة للسيطرة الصينية والروسية. وعلاوة على ذلك، ستنقل هذه الطرق السلع والخدمات من دول مجلس التعاون الخليجي إلى الأسواق الأوراسية، مما يؤدي إلى تنويع اقتصادها تدريجيًا بعيدًا عن الاعتماد على صادرات النفط.
ووفقًا لإعلان جدة، يعتبر رؤساء دول مجلس التعاون الخليجي ودول آسيا الوسطى (C5) أن الأمن والاستقرار أولوية في شراكتهم، ويرغبون في تنسيق الجهود للقضاء على الإرهاب والتطرف. وقد تم توقيع اتفاقيات ثنائية في هذا المجال سابقًا، بما في ذلك اتفاقية التعاون لمكافحة الإرهاب بين أوزبكستان والمملكة العربية السعودية في عام 2024، والتعاون العسكري بين كازاخستان وقطر في عام 2025، ومذكرة تفاهم لمكافحة تمويل الإرهاب بين كازاخستان والإمارات العربية المتحدة في ديسمبر 2023.[17]
بالنسبة لقادة دول آسيا الوسطى الخمس (C5)، يُنظر إلى وجود ولاية خراسان التابعة لتنظيم داعش (ISKP) في أفغانستان كتهديد محتمل قد يؤخّر أو يُجمّد مشاريع البنية التحتية ويُثبّط الاستثمارات الدولية. ومن هذا المنطلق، ترى دول آسيا الوسطى في مجلس التعاون الخليجي شريكًا حيويًا لما يتمتع به من خبرة في مكافحة الإرهاب وقدرات على تبادل المعلومات الاستخبارية لمعالجة هذه المخاوف. أما بالنسبة لدول مجلس التعاون الخلليجي، فإن تهديد إيران الأخير بإغلاق المضيق الاستراتيجي "هرمز" يسلّط الضوء أكثر على أهمية بناء شراكة استراتيجية مع آسيا الوسطى وغيرها من الأطراف، لتطبيق بنية أمنية عابرة للأقاليم قادرة على مواجهة المخاطر وتعزيز الاستقرار.
علاوةً على ذلك، سيُتيح التعاون الشامل في مجالات الاتصالات والربط، والممرات التجارية، والتحول نحو الطاقة النظيفة، وسلاسل توريد المعادن الخام الحرجة لدول الخليج ودول آسيا الوسطى الحفاظ على استقلالية استراتيجية في ظلّ السيناريو الجيوسياسي المُعاد تشكيله، والعمل كجهات فاعلة مؤثرة ضمن نظام علاقات دولية متعدد الأطراف.
بيان إخلاء المسؤولية:
الآراء والمواقف الواردة في سلسلة منشورات قسم “آراء ورؤى” تعبّر عن وجهات النظر الشخصية للكتّاب، ولا تعكس بالضرورة السياسات أو المواقف الرسمية لمعهد ربدان للأمن والدفاع أو أي من المؤسسات التابعة له أو لأي جهة حكومية. والمحتوى المنشور يهدف إلى توفير معلومات عامة ويعكس وجهات نظر شخصية حول قضايا متعلقة بالأمن والدفاع.
المراجع:
[1] Kun.Uz, “Central Asia–GCC summit in Samarkand postponed, May 1, 2025, https://kun.uz/en/news/2025/05/01/central-asia-gcc-summit-in-samarkand-postponed
[2] News Central Asia, “Gulf Cooperation Council – Central Asia: A New Model of Regional Diplomacy”, April 18, 2025, https://www.newscentralasia.net/2025/04/18/gulf-cooperation-council-central-asia-a-new-model-of-regional-diplomacy/
[3] The Caspian Post, “Turkmenistan Proposes "Central Asia + ASEAN" Format”, December 23, 2024, https://caspianpost.com/turkmenistan/turkmenistan-proposes-central-asia-asean-format
[4] News Central Asia, “Gulf Cooperation Council – Central Asia: A New Model of Regional Diplomacy”, April 18, 2025, https://www.newscentralasia.net/2025/04/18/gulf-cooperation-council-central-asia-a-new-model-of-regional-diplomacy/
[5] Gulf Research Center (2024) GCC-Central Asia Relations: Developing Regional Cooperation, GRC Research and Analysis, April 2024, https://www.grc.net/documents/661e6acd01ac8DevelopingGCCCISRelations2.pdf
[6] Battaloğlu, Nesibe Hicret and Bülent Aras (2023) Central Asia-GCC Relations: Exemplary Cooperation within Global South, GULF STUDIES CENTER Policy Brief Cluster: Politics and Security, September 15 2023, https://www.qu.edu.qa/siteimages/static_file/qu/research/gulf%20studies/documents/policy%20brief%2015.pdf
[7] Al Arabiya English, “Saudi Crown Prince declares adoption of decisions issued by GCC-Central Asia summit”, July 19, 2023, https://english.alarabiya.net/News/saudi-arabia/2023/07/19/GCC-Central-Asia-summit-begins-in-Jeddah
[8] Saudi Press Agency, “GCC-Central Asia Summit Issues Joint Statement”, Saudi Press Agency, July 19, 2023, https://www.spa.gov.sa/en/885fda0640u
[9] News Central Asia, “Gulf Cooperation Council – Central Asia: A New Model of Regional Diplomacy”, April 18, 2025, https://www.newscentralasia.net/2025/04/18/gulf-cooperation-council-central-asia-a-new-model-of-regional-diplomacy/
[10] Saudi Press Agency, “Joint Statement Issued Following GCC-Central Asia Strategic Dialogue Second Ministerial Meeting”, April 15, 2024, https://spa.gov.sa/en/N2083189
[11] Sager, Abdulaziz and Eldor Aripov (2025) Central Asia and the GCC: from historical ties to strategic partnership, Arab News, April 27, 2025, https://www.arabnews.com/node/2598578/central-asia-and-gcc-historical-ties-strategic-partnership
[12] Ibidem
[13] Vakulchuk, Roman and Indra Overland (2021), Central Asia is a missing link in analyses of critical materials for the global clean energy transition. One Earth, 4(12), 1678-1692, 2021, https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S2590332221006606
[14] Omirgazy, Dana (2025) “Central Asia, Gulf Countries Deepen Strategic Partnership at Kuwait Meeting”, The Astana Times, April 17, 2025, https://astanatimes.com/2025/04/central-asia-gulf-countries-deepen-strategic-partnership-at-kuwait-meeting/
[15] Ali, Toghrul (2023) Forging Regional Ties: Gulf Countries and Central Asia’s Growing Importance, Caspian Policy Center, July 28, 2023, https://www.caspianpolicy.org/research/security-and-politics-program-spp/forging-regional-ties-gulf-countries-and-central-asias-growing-importance; Wajid, Asna (2023) The diplomatic surge between the GCC and Central Asian states, IISS Online Analysis, International Institute for Strategic Studies, November 13, 2023, https://www.iiss.org/online-analysis/online-analysis/2023/11/the-diplomatic-surge-between-the-gcc-and-central-asian-states/
[16] Saudi Press Agency, “Joint Statement Issued Following GCC-Central Asia Strategic Dialogue Second Ministerial Meeting”, April 15, 2024, https://spa.gov.sa/en/N2083189
[17] Mamedov, Eldar (2025) “The GCC and Central Asia: In Search of Strategic Autonomy”, The National Interest, May 28, 2025, https://nationalinterest.org/blog/silk-road-rivalries/the-gcc-and-central-asia-in-search-of-strategic-autonomy