مُقدّمة: من الفكرة إلى الالتزام
في عام 2024، اتخذت القوات الجوية الأمريكية قراراً حاسماً[i] — يتمثل في نشر مقاتلة مأهولة من الجيل السادس، والتي تم تسميتها لاحقاً F-47، إلى جانب أسطول يزيد عن 1000 من الطائرات القتالية التعاونية (Collaborative Combat Aircraft – CCA). مثّل ذلك تحولاً واضحاً نحو التعاون بين الأنظمة المأهولة والأنظمة غير المأهولة (MUM-T) كأساس للقتال الجوي المستقبلي، وحسم سنوات من عدم اليقين حول برنامج الجيل القادم للتفوق الجوي (NGAD) انتقل مفهوم التعاون بين الأنظمة المأهولة والأنظمة غير المأهولة MUM-T من مجرد فكرة نظرية إلى عقيدة عملياتية وعمليات جوية مُعتمدة، الأمر الذي غيّر طريقة تصميم واستخدام القوة الجوية.
يشكّل هذا القرار سابقة مهمة لترسيخ مكانة الطائرات القتالية التعاونية وتعزيز التعاون بين الإنسان والآلة في صميم تخطيط القوة الجوية للجيل القادم، وهو توجّه يُرجَّح أن تحذو حذوه قوات جوية أخرى. مع دخول الطائرات القتالية التعاونية، إلى جانب نظيراتها المماثلة تقريبًا مثل الناقلات البعيدة (RCs) والمنصات التعاونية المستقلة (ACPs)، في صميم معادلة التفوق الجوي، ستصبح قضايا التصميم، والمرونة، والتشغيل البيني عوامل حاسمة في تحديد فعالية القوات العسكرية وقابلية الإنتاج. تقيّم هذه الدراسة التطورات التي نجمت من وراء هذا التحول الإستراتيجي وآثاره، مع التركيز على الأطر التشغيلية والتخطيط العالمي للقوى الجوية.
التفوق الجوي في المرحلة الانتقالية
لن تمنح الحروب المستقبلية سماءً غير متنازع عليها، ومع أن الحفاظ على التفوق الجوي سيبقى ضرورة حيوية، فإن طبيعته تشهد تحولًا جوهريًا. وتشير نتائج التحليل العملياتي والمحاكاة القتالية إلى[ii] بروز نموذج جديد لهذا التفوق. في البيئات عالية التهديد، التي تتميز بدفاعات جوية متحركة، مترابطة شبكياً، وبعيدة المدى، لم يعد بالإمكان افتراض استمرار الهيمنة الجوية غير المتنازع عليه بعد الآن. وبدلاً من ذلك، تركز القوات الجوية بشكل متزايد على تحقيق فترات مؤقتة ومحدودة من التفوق الجوي، تتوافق مع مهام بعينها ومراحل محددة من العمليات المشتركة. لقد كشفت الحرب في أوكرانيا[iii] عن عواقب الإخفاق في تحقيق التفوق الجوي، وما يترتب على ذلك من تحديات في خوض العمليات بدونه، إذ حالت الدفاعات الجوية المتحركة على كلا الجانبين دون السيطرة على السماء. يمكن تحقيق تفوق جوي مؤقت ومحلي من خلال عمليات جو-أرض متكاملة[iv] تجمع بين الطائرات، والطائرات بدون طيار، والحرب الإلكترونية، والضربات بعيدة المدى بهدف اختراق الخطوط وتعزيز الزخم القتالي.
لن تكون المقاتلات المأهولة من الجيل القادم وحدها كافية[v]. سيتحقق النصر من خلال التكامل مع الأنظمة غير المأهولة القابلة للتوسع، مثل الطائرات القتالية التعاونية (CCA) والمنصات التعاونية المستقلة (ACPs) والناقلات البعيدة (RCs). تعمل هذه المنصات على توسيع نطاق الاستشعار، وتعزيز القدرة النارية، وزيادة فرص البقاء، لتصبح بذلك أدوات لا غنى عنها في العمليات الجوية. تمكّن هذه الأنظمة معاً من تنفيذ قدرات متقدمة في بيئات متنازع عليها، بما في ذلك الهجوم الإلكتروني، وجمع المعلومات الاستخبارية والمراقبة والاستطلاع (ISR)، وتعطيل الدفاعات الجوية المعادية (SEAD)، وتقديم الدعم الجوي القريب، إلى جانب الاستهداف وتنفيذ الضربات، في بيئات لا تكفي فيها المنصات المأهولة بمفردها.
التعاون بين الأنظمة المأهولة (مثل الطائرات المقاتلة) والأنظمة غير المأهولة (مثل الطائرات بدون طيار) (الأساس التشغيلي)
التعاون بين الأنظمة المأهولة والأنظمة غير المأهولة MUM-T ليس مجرد خطوة انتقالية، بل هو الأساس التشغيلي لتنفيذ العمليات القتالية المستقبلية. لا تحل الطائرات القتالية التعاونية محل الطيارين، بل تعزز وتوسّع قدراتهم البشرية. يتيح تكاملها[vi] إنشاء هياكل موزعة للاستشعار والإطلاق، مما يعزز المرونة، وسرعة الاستجابة، والقدرة على البقاء.
يشكل الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة محور[vii] هذا النموذج، حيث يمكّنان من: دمج بيانات الاستشعار في الوقت الفعلي والتحكم التكيفي في التشكيلات والاستهداف الديناميكي في بيئات متنازع عليها. سواء عند مواجهة التشويش، أو فقدان إشارات نظام تحديد المواقع العالمي GPS، أو غموض طبيعة المهمة، يمنح الذكاء الاصطناعي القدرة على اتخاذ القرارات التكتيكية بما يتوافق مع نية القائد.
مع ذلك، تظل الاستقلالية الكاملة محدودة بسبب التعقيدات الفنية والاعتبارات الأخلاقية. يوفر التعاون بين الأنظمة المأهولة والأنظمة غير المأهولة (MUM-T) توازناً من خلال استقلالية قابلة للتكيُّف تحت إشراف بشري، محافظاً على القدرة على اتخاذ القرار والمساءلة، مع الاستفادة من سرعة وحجم الآلة، وهو أمر بالغ الأهمية في ظروف متدهورة أو محدودة الاتصال.
المرونة في سلسلة الاستهداف القتالية المعطلة
أصبحت أنظمة القتال الجوي تُصمَّم بشكل متزايد على افتراض أن شبكات الاتصالات وأجهزة الاستشعار قد تُستهدف، أو تتدهور، أو تُحجب. وقد أدى ذلك إلى اهتمام متزايد بهياكل[viii] قادرة على العمل دون الحاجة إلى اتصال مستمر. تشمل الميزات؛ المنطق الجماعي، وإعادة معايرة المهام الديناميكية، ودمج البيانات المدعوم بالذكاء الاصطناعي، لتمكين الأنظمة المستقلة من الاستمرار في العمل حتى في وجود روابط اتصال محدودة أو متقطعة مع شبكات القيادة والسيطرة.
يدعم ذلك وجود شبكات قيادة وسيطرة محصنة وموزعة. تشكل شبكات البيانات التكتيكية المترابطة، وأنظمة إدارة المعارك المتقدمة، وبدائل الشبكات القديمة الأساس لدعم عمليات التعاون بين الأنظمة المأهولة والأنظمة غير المأهولة (MUM-T) في مناطق عالية التهديد. ستضمن إعادة تخطيط المهام المدعومة بالذكاء الاصطناعي ونقاط التحكم اللامركزية استمرار العمليات حتى عند فشل القيادة المركزية
"في نهاية المطاف، تُظهر خطط المرونة أهمية التعاون بين الأنظمة المأهولة والأنظمة غير المأهولة (MUM-T) المستمر، حيث يوفر العنصر البشري المرونة والقدرة على اتخاذ القرار سليمة للتكيُّف مع المُتغيِّرات عند تعطل أنظمة التشغيل الذاتية أو الاتصالات. كما أشار اللواء مارك كونكل، مدير تصميم القوة والتكامل والمحاكاة الحربية في القوات الجوية الأمريكية، بخصوص استخدام المنصات المأهولة:[ix] "كل الأنظمة الحديثة في المعارك تنهار في نهاية المطاف… وينتهي الأمر بالاعتماد على الحلول التقليدية" في النزاعات عالية المستوى، يتيح التواجد البشري إعادة تشكيل سلاسل الاستهداف القتالية تحت الضغط، ما يمنح ميزة حاسمة عند تعطل الأنظمة وتحول ساحة المعركة إلى فوضى.
التكلفة، والقدرة القتالية، وإمكانية الخسارة
يُعزى التحول نحو الاعتماد على التعاون بين الأنظمة المأهولة والأنظمة غير المأهولة (MUM-T) بشكل متزايد ليس فقط من منطلق الاحتياجات التشغيلية، بل أيضاً بسبب الضرورات الاقتصادية. لم تعد تكلفة المقاتلات المأهولة الحديثة مستدامة ضمن الهياكل الحالية للقوى، مما يجعل التحول العقائدي أمراً ضرورياً. تشير التقديرات الأخيرة إلى أن تكلفة وحدة مقاتلة F-47 الأمريكية تبلغ حوالي 300 مليون دولار،[x], أي ما يقارب ثلاثة أضعاف تكلفة F-35، بينما تتراوح التكلفة المستهدفة للطائرات القتالية التعاونية (CCA) بين 5–10% من هذا المبلغ. بدون إدخال الطائرات القتالية التعاونية (CCA) واعتماد نهج جديد لتصميم القوة، تواجه القوات الجوية خطر نشر أساطيل صغيرة جدًا للقيام بعمليات عالية الوتيرة.
توفر الطائرات القتالية التعاونية حلاً عملياً من خلال الحفاظ على القدرة والقوة القتالية والمرونة مع الالتزام بقيود الميزانية. تم تصميم هذه الأنظمة غير المأهولة لتكون قابلة للتجزئة، ومنخفضة التكلفة، ويمكن التضحية بها عند الحاجة،[xi] بحيث تعزز بقاء الطائرات المأهولة، وتوزع القوة القتالية بشكل أوسع، وتعمل في بيئات عالية التنافس، وتزيد من تعقيد استهداف الخصم.
الصيانة، والقابلية للتوسع، والاستخدام المرن
لكي تحقق الأنظمة غير المأهولة قيمة تشغيلية على نطاق واسع، يجب دمج الدعم اللوجستي والصيانة ضمن تصميمها[xii] منذ البداية، ويتضمن ذلك مراعاة معايير هيكل الطائرة، والمكونات، والأنظمة، واستخدام معدات دعم مشتركة، وإجراءات صيانة مبسطة.
في الوقت نفسه، تستكشف القوات الجوية طرقاً بديلة للإطلاق[xiii] والاسترجاع. ويشمل ذلك الأنظمة المستقلة عن المدارج وقدرات الإقلاع القصيرة أو العمودي، وخيارات الإطلاق الجوي ورغم أن هذه الطرق قد تقلل من الحمولة أو القدرة على التحمل، إلا أنها توفر مرونة تشغيلية كبيرة، خاصة في المناطق المتنازع عليها حيث قد تُستهدف القواعد الجوية الثابتة.
كما أن استخدام الأنظمة غير المأهولة يتماشى مع المفاهيم الناشئة مثل التشغيل القتالي المرن (Agile Combat Employment – ACE)،[xiv] الذي يسعى إلى نشر القوات عبر مواقع متعددة وغير متوقعة لتقليل التعرض للهجوم والحفاظ على وتيرة العمليات تحت الضغط.
قابلية التشغيل البيني والسوق العالمي
مع سعي العديد من القوات الجوية لتكامل مفاهيم التعاون بين الأنظمة المأهولة والأنظمة غير المأهولة (MUM-T)، تزداد أهمية مسألة التشغيل البيني بشكل كبير. ستكون معايير الاتصالات المشتركة، وبروتوكولات ربط البيانات، وهياكل التحكم في التشكيلات ضرورية لعمليات التحالف. ومن المحتمل أن تشكل الحمولات القابلة للتجزئة وبنية الأنظمة المفتوحة وقابلية تصديرها عوامل مؤثرة في تصميم وقدرات الأنظمة المستقبلية.
يشير الطلب الدولي المتزايد على المنصات الشبيهة بـ CCA التي يمكن أن تعزز أساطيل الجيل الرابع أو الخامس الحالية إلى التطورات الصناعية التي أفرزتها القوى الجوية المتقدمة أدناه، ومع ذلك، فإن الأنظمة القابلة للتجزئة والقابلة للتشغيل البيني ستكون أكثر أهمية للقوى الأقل تقدماً التي قد تعمل ضمن تحالفات أو في بيئات أقل تهديداً. توفر هذه الأنظمة وسيلة لزيادة القدرة التشغيلية دون تكلفة شراء طائرات مأهولة إضافية. على المدى الطويل، من المرجح أن يدفع ذلك إلى ظهور سوق عالمي تنافسي، حيث يقدم موردون مختلفون أنظمة متوافقة وقابلة للتوسع[xv] تتكيف مع مجموعة متنوعة من المهام وبيئات التهديد.
ستكون قرارات تكوين الأسطول، التي ستزداد تعقيداً نتيجة المتطلبات العالمية المتنامية للقدرة السيادية، ذات آثار جيوسياسية مستمرة في ظل النظام العالمي سريع التغير.
التطورات الصناعية العالمية
برنامج الجيل القادم من التفوق الجوي (NGAD). — الريادة في الطليعة
تم تنظيم برنامج الجيل القادم من التفوق الجوي NGAD للقوات الجوية الأمريكية (USAF)[xvi] حول قاعدة تتضمن 185 مقاتلة من الجيل السادس F-47، مع خطط لإضافة أكثر من 1000 نسخة من الطائرات القتالية التعاونية (CCA) لدعم هذه المقاتلات بالإضافة إلى أسطول الجيل الخامس الحالي.[xvii] من المتوقع أن تكون F-47 وCCA جاهزتين للعمل قبل عام 2030. أما مقاتلة الجيل القادم من التفوق الجوي NGAD التابعة للبحرية الأمريكية (USN)،[xviii] والتي يجري اختيارها من بين عروض من بوينغ ونورثروب غرومان، فتمتلك أهدافاً عملياتية مختلفة قليلاً عن تلك الخاصة بالقوات الجوية الأمريكية، لكن من المرجح أن تتعاون تلك القوات في تطوير CCA، على الأقل في توحيد المكونات والأنظمة. تتراوح أهداف التكلفة للقوات البحرية والجوية USAF وUSN بين 3–25 مليون دولار[xix] لمنصات CCA (من الأنظمة ذات الاستخدام الفردي إلى الأنظمة المتقدمة).
في أبريل 2024،[xx] تم اختيار شركتي Anduril وGeneral Atomics Aeronautical Systems Inc. (GA-ASI) لتصنيع النماذج الأولية للمرحلة الأولى من طائرات CCA. يعتمد طراز YFQ-44A لشركة Anduril على منصة Fury القابلة للتجزئة، في حين يستند طراز YFQ-42A لشركة GA-ASI إلى عائلة Gambit الخاصة بها.
تواصل القوات الجوية الأمريكية زيادة استثماراتها[xxi] في CCA، حيث بلغت 557 مليون دولار في السنة المالية 2025، ومن المتوقع أن تصل إلى 6 مليارات دولار بحلول عام 2028. تواصل شركة بوينغ تطوير MQ-28A Ghost Bat، بالتعاون مع القوات الجوية الملكية الأسترالية، وقد اختبرت[xxii] مؤخراً دمج نظامين مع منصة E-7A Wedgetail. وتواصل شركات Kratos وLockheed Martin وNorthrop Grumman استثماراتها الكبيرة في تقنيات الطائرات وMUM-T، ما يؤهلها للعب دور قيادي في التصدير والمراحل المستقبلية للبرنامج.
برنامج القتال الجوي العالمي (GCAP) — قابلية التشغيل البيني افتراضياً
يهدف برنامج القتال الجوي العالمي GCAP، وهو برنامج دولي مشترك بين المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان لتطوير مقاتلة شبحية من الجيل السادس بحلول عام 2035، إلى جانب مجموعة من المنصات التعاونية المستقلة (ACPs). يسعى البرنامج لتفادي أي قصور أو قيود سابقة[xxiii] من خلال حوكمة مبسطة ومشتركة عبر المنظمة الحكومية الدولية لبرنامج القتال الجوي العالمي GCAP (GIGO)، بالإضافة إلى مشروع صناعي مشترك يضم BAE Systems وLeonardo وJAIEC، يقود عملية التطوير ويوفر 'حرية التنفيذ والتعديل.”[xxiv] من المرجح أن يبلغ الاستثمار المشترك للمملكة المتحدة واليابان وإيطاليا في برنامج القتال الجوي العالمي GCAP نحو 30 مليار دولار.[xxv] على الرغم من أن المنصات التعاونية المستقلة (ACPs) ستعتمد على الكثير من التقنيات الأساسية، إلا أن تطويرها يبدو مستقلاً عن هذه التكاليف.
ورغم أن ACPs تُعد عنصراً أساسياً في المبادرة، فلا يزال من غير الواضح ما إذا كانت المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان ستطور هذه الأنظمة بشكلٍ مشتركٍ ضمن برنامج القتال الجوي العالمي GCAP. تستكشف القوات الجوية الملكية البريطانية (RAF) أفضل الطرق لدمج [xxvi] المنصات التعاونية المستقلة (ACPs)[xxvii] مع مقاتلة Tempest، مع تركيز شركة BAE Systems على النماذج القابلة للخسارة[xxviii]. كما تخطط إيطاليا واليابان لنشر أنظمة غير مأهولة، رغم أن برامجهما أقل تقدماً. لقد تباطأت اليابان في اعتماد الأنظمة غير المأهولة، وهي حالياً في مراحل الدراسة الأولية[xxix] لتصميم هذا التكامل من خلال شركة Mitsubishi Heavy Industries (MHI). أما إيطاليا فتتمتع بخبرة أكبر، حيث تشغل طائرات MQ-9 وتطور أنظمة غير مأهولة عبر شركة Leonardo، كما أقامت مشروعًا مشتركاً جديداً[xxx] مع شركة Baykar التركية.
نظام القتال الجوي المستقبلي (FCAS) — قابلية التشغيل البيني من خلال التصميم
يُعد نظام القتال الجوي المستقبلي[xxxi] مشروعاً ثلاثي الأطراف بين فرنسا وألمانيا وإسبانيا، ويتبع نهجاً مشابهاً. من المقرر أن تدعم الطائرات المرافقة عن بُعد (RCs) الأساطيل الحالية في البداية اعتبارًا من منتصف ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين،[xxxii] لتندمج لاحقاً مع مقاتلة الجيل الجديد (NGF) بعد عام 2040.[xxxiii]
تتولى شركة إيرباص Airbus الألمانية قيادة تطوير الطائرات المرافقة عن بُعد (RC)،[xxxiv] وقد طوّرت، بدعم من شركة MBDA الفرنسية وشركة Satnus الإسبانية، نموذجاً تجريبياً خفياً متعدد المهام باسم RC Wingman. تُقدَّر المساهمات الاستثمارية الإجمالية في برنامج نظام القتال الجوي المستقبلي FCAS بما يزيد على 80 مليار يورو[xxxv].
توفر المنصات الداعمة،[xxxvi] مثل طائرة Eurodrone، قدرات متكاملة للاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (ISR)، وربط الشبكات، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات الإطلاق. طوّرت شركة MBDA الألمانية نظام صواريخ كروز من الجيل الجديد يُعرف باسم Remote Carrier Multidomain Multirole Effector (RCM²)، يتميز بقدرته على حمل أسلحة حركية بالإضافة إلى حمولات مخصّصة للحرب الإلكترونية. كما التزمت شركة "داسو" Dassault الفرنسية[xxxvii] بتطوير طائرة قتالية تعاونية (CCA) لدعم مقاتلة "رافال" بحلول عام 2033، بما يضمن الاستمرارية والحفاظ على السيادة.
معاً، يعكس برنامجا القتال الجوي العالمي GCAP ونظام القتال الجوي المستقبلي FCAS توافقاً أوروبياً على أن الأنظمة الموزعة والمستقلة ستكون المحرك الرئيسي لقوة الجيل السادس الجوية، ومن المرجح أن نشهد مزيداً من التعاون[xxxviii] والتكامل في مجال الطائرات القتالية التعاونية (CCA).
الصين — القوة الجوية المستقلة المتكاملة
تواصل الصين مسيرتها نحو بناء منظومة بيئية متكاملة للجيل السادس، ترتكز على تقنيات التخفي، والذكاء الاصطناعي، والتكامل السلس بين الإنسان والآلة. يجري العمل على تطوير مقاتلة مأهولة جديدة لتعزيز القدرات القتالية لمقاتلة J-20،[xxxix] في الوقت الذي تستهدف فيه برامج مثل FH-97A توفير قدرات شبيهة بمفهوم الطائرات القتالية التعاونية (CCA) في مجالات الاستطلاع، والهجوم، والحرب الإلكترونية. تعتمد هذه الأنظمة على حمولات قابلة للتجزئة وعمليات تشكيل مدعومة بالذكاء الاصطناعي، في إشارة واضحة إلى توجه نحو بنية متكاملة لأنظمة متعددة تعمل معاً بترابط. كما تركز الصين على تطوير منصات قابلة للتوسع وذات قدرة عالية على الصمود، لدعم مفاهيم القتال الجوي المشترك والموزع.
روسيا — التركيز على التعاون بين الأنظمة المأهولة والأنظمة غير المأهولة (MUM-T) والتصدير
رغم أن روسيا يُرجَّح ألا تطوّر مقاتلتها من الجيل القادم قبل عام 2050، فإنها تواصل تعزيز قدرات التعاون بين الأنظمة المأهولة وغير المأهولة (MUM-T) لأسطولها الحالي من مقاتلات Su-57، وذلك عبر الطائرة القتالية غير المأهولة S-70 Okhotnik،[xl] وهي طائرة مرافقة شبحية. ويُذكر أن هذه الطائرة نفذت عدة رحلات اختبار، وأظهرت قدرة على تنفيذ ضربات مستقلة. تتبنى العقيدة العسكرية الروسية بشكلٍ متزايدٍ مفهوم التعاون بين الأنظمة المأهولة والأنظمة غير المأهولة (MUM-T)، حيث تشكل الطائرة القتالية Okhotnik عنصراً أساسياً في تخطيط القوات الجوية المستقبلية.
تركيا — برامج الطائرات المرافقة المحلية
تعمل تركيا[xli] على تطوير طائرتي Anka 3 و (UCAV) Kızılelma القتاليتين غير المأهولتين.
. أنكا Anka 3، هي طائرة مسيرة قتالية شبحية في شكل الجناح الطائر، ومزودة بمحرك نفاث، وتعمل كطائرة مرافقة لكل من طائرتي TF Kaan وHürjet. يمكن لتركيا أيضًا نشر الطائرات غير المأهولة Super Şimşek للقيام بمهام التضليل، والتشويش، أو الهجوم.
أما طائرة Baykar Kızılelma، التي أقلعت لأول مرة عام 2022، فهي طائرة قتالية غير مأهولة شبحية تمتلك قدرات الاستطلاع، وتنفيذ الضربات، والهجوم الجو- الجو. وتشمل النسخ المستقبلية منها إصدارات أسرع من الصوت وأخرى مخصصة للعمل من على متن السفن. تعكس هذه المنصات توجه تركيا نحو تطوير قدرات التعاون بين الأنظمة المأهولة والأنظمة غير المأهولة (MUM-T) بشكلٍ مستقل وهي مُصممة لتلبية الاحتياجات الإقليمية.
الهند — مفاهيم التعاون بين الأنظمة المأهولة والأنظمة غير المأهولة (MUM-T) الاستكشافية
تولي الهند أولوية لبرنامجها الخاص بمقاتلة الجيل الخامس المتقدمة المتوسطة (AMCA)، لكنها تستكشف أيضاً مفاهيم الضربات غير المأهولة والتعاون بين الأنظمة. وتعمل منظمة البحوث والتطوير الدفاعية (DRDO) بالتعاون مع شركة Hindustan Aeronautics Limited (HAL) على تطوير نظام التعاون الجوي القتالي (CATS) Combat Air Teaming System (CATS)،[xlii] الذي يضم الطائرة المرافقة Warrior (الطيار المرافق المخلص). وبشكل منفصل، تعمل شركة New Space Research & Technologies على تطوير مجموعة متنوعة من قدرات التعاون بين الأنظمة المأهولة وغير المأهولة MUM-T [xliii] عبر منصتها Abhimanyu.
الخلاصة: هندسة جديدة للتفوق الجوي
لن يعتمد مستقبل التفوق الجوي على منصات الطائرات الفردية، بل على القدرة على دمج الأنظمة المأهولة وغير المأهولة ضمن وحدات مرنة وقادرة على الصمود، تركز على إنجاز المهام. يزداد الإجماع على أن الأنظمة القتالية غير المأهولة التعاونية ستشكل عناصر حاسمة لتمكين العمليات في الأجواء المتنازع عليها.
ليست هذه الأنظمة مجرد امتداد للقدرات الحالية، بل تمثل لبنات أساسية لنموذج عملياتي جديد، حيث يتعين على القوات الجوية الحفاظ على وتيرة العمليات، والتكيف تحت الضغط، وتوليد القوة القتالية دون الاعتماد على الوصول دون أي اعتراض أو على القيادة والسيطرة المستمرة. لن يقتصر تحقيق ذلك على التكنولوجيا وحدها، إذ ستلعب قضايا مثل التشغيل البيني، والاستدامة، وإمكانية التصدير، والمرونة دورًا محوريًا في تحديد كل من القيمة العملياتية والجدوى الصناعية للأنظمة المستقبلية.
ورغم تنوع الأساليب التي تتبعها الدول، فإن الاتجاه العام للتطوير واضح: سيكون الجيل القادم من القوات الجوية مبنياً على هياكل قوة موزعة، ومتكيفة، ومتكاملة، وقادرة على والتعامل مع حالات التعطل، والعمل على نطاق واسع، والحفاظ على الفاعلية تحت التهديد. من المرجح أن تدخل الطائرات القتالية التعاونية (CCA) ومنصاتها المأهولة من الجيل التالي الخدمة في ثلاثينيات هذا القرن. في هذا السياق، لن يُقاس النجاح بتفوق المنصة وحده، بل بالقدرة على ربط القدرات معاً، وتوزيع العبء عبر المنصات القتالية، والاستجابة بمرونة لساحة معركة ديناميكية ومتنازع عليها.
كما يجب الإشارة إلى أنه مع انتشار أنظمة القتال التعاونية، فإن الدفاع الجوي والصاروخي يجب أن يتطور ليتماشى مع طبيعة التهديد الذي يتميَّز بالكم، والسرعة، والاستقلالية. لا يمكن للاعتراضات الجوية التقليدية وحدها التعامل مع أسراب الأنظمة المتكيفة ومنخفضة التكلفة، إذ سيتطلب الدفاع المستقبلي شبكات دفاعية متعددة الطبقات، ومرنة، وذكية، تجمع بين الطاقة الموجهة، ودمج الاستشعار المدعوم بالذكاء الاصطناعي، والتشويش الإلكتروني السيبراني. سيعتمد النجاح ليس فقط على اعتراض وسائل الإطلاق، بل أيضاً على تعطيل سلسلة الاستهداف القتالية، واستهداف مراكز القيادة، والدفاع ضد التعقيد ذاته. ومع إعادة تشكيل التعاون بين الأنظمة المأهولة والأنظمة غير المأهولة (MUM-T) للقوة الجوية الهجومية، فإنه يفرض أيضاً إعادة تفكير جذري في كيفية حماية المجال الجوي عبر المجالات المشتركة والحليفة.
بيان إخلاء المسؤولية:
الآراء والأفكار الواردة في سلسلة منشورات "رؤى وآراء" تعبر عن وجهات نظر كتّابها فقط، ولا تعكس بالضرورة السياسة الرسمية أو موقف مركز ربدان للأمن والدفاع أو أي من الجهات التابعة له أو أي جهة حكومية. يُنشر هذا المحتوى لأغراض إعلامية، ويعكس الرؤى الشخصية للمؤلفين حول مواضيع متنوعة تتعلق بالأمن والدفاع.
[i] Air Force Awards Contract for Next Generation Air Dominance (NGAD) Platform, F-47. (March 2025).
https://www.af.mil/news/article-display/article/4131345/air-force-awards-contract-for-next-generation-air-dominance-ngad-platform-f-47/
[ii] Collaborative Combat Aircraft for Disruptive Operations. Mitchell Institute. (January 2024).
https://www.mitchellaerospacepower.org/app/uploads/2024/01/CCA-Wargame-Rollout-Briefing-FINAL.pdf
[iii] The Significance of Air Superiority: The Ukraine-Russia War. Lt Gen David A. Deptula, USAF (Ret.) (July 2024).
https://www.mitchellaerospacepower.org/app/uploads/2024/07/Ukraine_Control_of_the_-Air_Policy_Paper_50.pdf
[iv] Windows, not Walls: Conceptualizing Air Superiority for Future Wars. War on the Rocks. (September 2024). https://warontherocks.com/2024/09/windows-not-walls-conceptualizing-air-superiority-for-future-wars/
[v] Air & Space Forces Association Warfare Symposium. (March 2025)
https://www.afa.org/agenda/next-generation-air-superiority-how-are-we-going-to-fight/
[vi] UK Royal Air Force: Autonomous Collaborative Platform Strategy. (2024) https://assets.publishing.service.gov.uk/media/66019fa8f1d3a0666832acfc/RAF_Autonomous_Collaborative_Platform_Strategy.pdf
[vii] Understanding the CCA Edge: Innovators’ Insights. (May 2025)
https://www.mitchellaerospacepower.org/podcast/cca-edge/
[viii] Ibid.
[ix] Air & Space Forces Association Warfare Symposium. (March 2025)
https://www.afa.org/agenda/next-generation-air-superiority-how-are-we-going-to-fight/
[x] Air Force Reveals Range and Inventory Goals for F-47, CCAs. ( May 2025).
https://www.airandspaceforces.com/air-force-reveals-range-and-inventory-goals-for-f-47-ccas/
[xi] Attritable Unmanned Aircraft Systems:Conceptualization and Key Players. DSIAC, DTIC, DOD. (November 2024).
https://dsiac.dtic.mil/state-of-the-art-reports/attritable-unmanned-aircraft-systems-conceptualization-and-key-players/
[xii] Col Mark A. Gunzinger, USAF (ret.) Logistics While Under Attack: Key to a CCA Force Design. (March 2025).
https://www.mitchellaerospacepower.org/app/uploads/2025/03/Logistics-While-Under-Attack-Key-to-a-CCA-Force-Design-WEB.pdf
[xiii] Air & Space Forces Association Warfare Symposium. (March 2025)
https://www.afa.org/agenda/next-generation-air-superiority-how-are-we-going-to-fight/
[xiv] USAF Doctrine. Agile Combat Employment. (August 2022). https://www.doctrine.af.mil/Portals/61/documents/AFDN_1-21/AFDN%201-21%20ACE.pdf
[xv] Understanding the CCA Edge: Innovators’ Insights. (May 2025)
https://www.mitchellaerospacepower.org/podcast/cca-edge/
[xvi] Air Force Reveals Range and Inventory Goals for F-47, CCAs. ( May 2025).
https://www.airandspaceforces.com/air-force-reveals-range-and-inventory-goals-for-f-47-ccas/
[xvii] U.S. Senate Committee on Armed Services. (May 2025).
https://www.armed-services.senate.gov/imo/media/doc/5-20-25-full-transcript.pdf
[xviii] U.S. Navy commences operational testing phase for F/A-XX sixth-generation fighter program. Defence Industry Europe (June 2025).
https://defence-industry.eu/u-s-navy-commences-operational-testing-phase-for-f-a-xx-sixth-generation-fighter-program/
[xix] Attritable Unmanned Aircraft Systems:Conceptualization and Key Players. DSIAC, DTIC, DOD. (November 2024).
https://dsiac.dtic.mil/state-of-the-art-reports/attritable-unmanned-aircraft-systems-conceptualization-and-key-players/
[xx] Congressional Research Service : U.S. Air Force Collaborative Combat Aircraft (CCA). (August 2024).
https://sgp.fas.org/crs/weapons/IF12740.pdf
[xxi] Ibid.
https://sgp.fas.org/crs/weapons/IF12740.pdf
[xxii] Key milestone in development of Australian made combat drone. Australian Government. (June 2025).
https://www.minister.defence.gov.au/media-releases/2025-06-16/key-milestone-development-australian-made-combat-drone
[xxiii] GCAP: an Italian view. European Defence Review. (June 2025).
https://www.edrmagazine.eu/gcap-an-italian-view
[xxiv] Future Aviation Capabilities: Government Response. UK Parliament. (March 2025).
https://publications.parliament.uk/pa/cm5901/cmselect/cmdfence/799/report.html
[xxv] UK Government commitment through mid-2030s amount to GBP 14 billion (https://publications.parliament.uk/pa/cm5901/cmselect/cmdfence/598/report.html); Italian contributions will total over EU 8.5 billion (https://www.shephardmedia.com/news/air-warfare/italy-doubles-gcap-funding-surpassing-8-billion-in-latest-defence-budget)/; Japanese latest annual contribution was set as Yen 127.4 billion and is likely to endure (https://nsbt-japan.com/news/aBmR6HFw9Gs7eYbM9df87050847ae67eef8cba8b3f6a170a?c=aBmR6HFw9Gs7eYbM68f5fdd9a611d7b15e2c1ae05f6ab4cc)
[xxvi] UK Strategic Defence Review. (2025)
https://assets.publishing.service.gov.uk/media/683d89f181deb72cce2680a5/The_Strategic_Defence_Review_2025_-_Making_Britain_Safer_-_secure_at_home__strong_abroad.pdf
[xxvii] StormShroud arrival marks the future of UK Air Combat Power. RAF.https://www.raf.mod.uk/news/articles/stormshroud-arrival-marks-the-future-of-uk-air-combat-power/
[xxviii] BAE Systems’ Reworked, Stealthier Uncrewed Combat Aircraft Concept. TWZ. (February 2024)
https://www.twz.com/air/this-is-bae-systems-reworked-stealthier-uncrewed-combat-aircraft-concept
[xxix] MHI and BAE showcase drones for potential use with GCAP fighter. Japan Times. (October 2024).
https://www.japantimes.co.jp/news/2024/10/18/japan/defense-exhibition-gcap-fighter-jet/
[xxx] Leonardo and Baykar establish joint venture for unmanned technologies. Leonardo. (June 2025).
https://www.leonardo.com/en/press-release-detail/-/detail/16-06-2025-leonardo-and-baykar-establish-joint-venture-for-unmanned-technologies
[xxxi] Deciphering the alphabet soup surrounding the Franco-German-Spanish next generation combat air system of systems. Aerospace Global News. (May 2025).
https://aerospaceglobalnews.com/news/deciphering-the-alphabet-soup-surrounding-the-franco-german-spanish-next-generation-combat-air-system-of-systems/
[xxxii] Ibid.
[xxxiii] Ibid.
[xxxiv] FCAS, a major European defense program marking the transition to the era of collaborative combat. European Defense Review. (July 2023).
https://www.edrmagazine.eu/fcas-a-major-european-defense-program-marking-the-transition-to-the-era-of-collaborative-combat
[xxxv] BRIEFER: Future Combat Air System (FCAS). Defense and Security Monitor. (June 2023).
https://dsm.forecastinternational.com/2023/06/28/briefer-future-combat-air-system-fcas/#
[xxxvi] Collaborative Platforms and Contested MALE UAVs. IISS. (December 2024)
https://www.iiss.org/research-paper/2024/12/collaborative-platforms-and-contested-male-uavs/
[xxxvii] France’s Upcoming Stealth UCAV Will Enable the Rafale F5 to Penetrate Contested Airspace. Global Defense News. (June 2025)
https://www.armyrecognition.com/news/aerospace-news/2025/frances-upcoming-stealth-ucav-will-enable-the-rafale-f5-to-penetrate-contested-airspace
[xxxviii] Collaborative Platforms and Contested MALE UAVs. IISS. (December 2024)
https://www.iiss.org/research-paper/2024/12/collaborative-platforms-and-contested-male-uavs/
[xxxix] China’s ‘loyal wingman’ drones open new front in military competition with US. FT. (December 2024).
https://www.ft.com/content/5687a223-6115-4cbc-86d2-2e17aaa54dc1
[xl] This Is Our Most Detailed Look At Russia’s S-70 Unmanned Combat Air Vehicle To Date (Updated). TWZ. (October 2021).
https://www.twz.com/42627/this-is-our-most-detailed-look-at-russias-s-70-unmanned-combat-air-vehicle-to-date
[xli] Collaborative Platforms and Contested MALE UAVs. IISS. (December 2024)
https://www.iiss.org/research-paper/2024/12/collaborative-platforms-and-contested-male-uavs/
[xlii] CATS Warrior. Indian Defence Research Wing. (May 2025).
https://idrw.org/cats-warrior-indias-cost-effective-solution-for-neutralizing-enemy-air-defenses/
[xliii] India’s Strides in MUM-T Technology Showcased Through Abhimanyu Drone. Bharat Shakti. (June 2024).
https://bharatshakti.in/indias-strides-in-mum-t-technology-showcased-through-abhimanyu-drone/